تحالُفُ الفساد العالمي
حمود أحمد مثنى
ليسَ الأمرُ طبيعياً ما يحدُثُ في الـيَـمَـن، فالحربُ التي يشنها بدْوُ الخليج وبدعم غربي تقني واستخباري وعسكري وإعلامي ومباركة عربية وأخيراً تحالف إسلامي وكل هذا الحشد المادي والتحشيد الديني والإعلامي لمواجهة الـيَـمَـن لا.. لا يمكنُ أن تكونَ مجرياتُ الأمور طبيعيةً؟.
فمن المعلوم أن البنوكَ الغربية مودعٌ فيها ثروات دويلات الخليج والتي تتجاوز ألفي مليار دولار ومع السنين تتراكم الفائدة على تلك الثروة الاقتصادية والغرب ملتزم أن يدفع للأجيال حقوقه المالية بمعنى يتحول الغرب إلى عُمَّــال لدى الخليجيين المتخلفين الغارقين في الرذيلة والمتعة، والسياسي الغربي الموهوم بنظريات التفوق العنصري لا يمكن أن يقبلَ بذلك وفى إطار الوهم السعودي المحتقن بالشعور أن الخطر القادم على المملكة هو من الـيَـمَـن وليس من إسرائيل تفتق الذهن الغربي بفكرة التخلص أو (نهب) ثروة بدو الخليج الهائلة بمعالجة الوهم عبر دفع آل سعود إلى شن حرب شاملة على الـيَـمَـن المنهك والفقير والذى كان لهم دورٌ رئيسيٌّ في الانهاك والتفقير.
ومن هُنا بدأت أعداد أكبر واعظم رشوة في العالم فقد رشوا أغلب قنوات العالم وصحف العالم وإذاعات العالم ومنظمات العالم والرموز الدينية الإسلامية وكُتّاب وصحفيي العالَم والأحزاب العربية والـيَـمَـنية القومية واليسارية ومنظمات المجتمع المدني، كُلّ ذلك من أجل حرب على الـيَـمَـن قدّر لها أن تستمرَّ عدةَ أسابيع أو بضع أشهر ويتم الانتصار على الـيَـمَـنيين ومن خلال هذا الانتصار ستحقق السعودية القيادة العربية والإسلامية حسب ما تم تخطيطه مسبقاً كانت المفاجأة أن الـيَـمَـنيين صمدوا وامتصوا الضربة العسكرية لأحدث الطيران العالمي وأحدث البوارج الحربية في البحر وأحدث الدروع والدبابات في البر، أسقطت طائراتهم ودمرت بوارجهم وأحرقت دباباتهم، حذرهم بعض الشرفاء والصادقين فى العالم، بعض الدول وبعض حكومات وشخصيات وكان أسبقهم للنصح سيد الشرفاء حسن نصر الله فلم يعيروا نصائحه أيَّ اهتمام، كان ذلك قبل بدايات العدوان ومع مرور ما يقرب العام من الثبات والصمود والعزة والكرامة والانتصارات الـيَـمَـنية على تحالف بدوي وتحالف عربي وتحالف إسلامي وصهيوني وغربي مع خليط من السفلة والأوغاد والصعاليك ممن شملتهم الرشوة والمتكسبين بدماء شعبهم بمبررات مناطقية ومذهبية وطائفية وجهوية لا تنتمي إلى قيم الـيَـمَـنيين ولا تنتمي إلى ثقافتهم ولا تنتمي إلى نبلهم ولا تنتمي إلى حكمتهم، مع كُلّ ذلك الظلم وتلك الغربة والسكوت يبدع الـيَـمَـني صموداً وثباتاً ونصراً بموجبه ستتغير خارطة الجزيرة العربية.