خارطةُ السلام وتحذيراتُ القيادة..بقلم/ فضل فارس
قائدُ الثورة وفي خطابِه الأخير في اليوم الوطني للصمود، تطرّق إلى نقاطٍ هامة، وأهمها: النصح الجاد لقوى العدوان، وعلى رأسها السعوديّة والإمارات، بأن عليهم أن يدركوا حقيقة الوضع الراهن وَيفكروا بعقلانية، وأن مجريات الأحداث لا تصب في صالحهم، وألا ينجروا خلف أوهامهم الجوفاء ومواصلة عدوانهم الذي لا يخدمهم بقدر ما يخدُمُ حكومتَي أمريكا وإسرائيل، وأن الأولى لهم ومن صالحهم التفكير بمصالحهم، وخير وسلام بلدانهم ومصلحتهم، وهذا لا يتأتى إلا بالتعامل بجدية مع الحوارات القائمة.
هم حَـاليًّا إنما يسعون لإبقائهم في هذه الورطة، وهذا المستنقع الذي أدخلوا أنفسهم فيه، وهم حقيقةً غيرُ آبهين بما قد يحصل عليهم إن استمروا في عدوانهم، من خسائرَ وتبعات اقتصادية وأمنية، والله سبحانُه يقولُ فيهم: “مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ”، فما بالك أن يكون لك ناصحاً ومحباً؟!
قائدُ الثورة أكّـد أن الحصار وحرمان أبناء الشعب من حقهم في ثروات بلدهم، وكذلك إثارة الفتن في الداخل غير مقبول، وأما إن كان ذلك ضمن خيارات وتكتيك بديل لقوى العدوان فَـإنَّنا حتماً سنتعامل معها كحالة حرب، وسوف تقطع تلك اليد من خلاف.
ليس لأحدٍ استطاعة في أن يجبر الشعب اليمني في أن يتخلى عن ثوابته الوطنية، وقضاياه المركَزية، وعلى رأسها قضيتنا المركزية والجامعة، القضية الفلسطينية.
كما أشار ناصحاً في ذلك لقوى العدوان بأن طريق السلام واضح وجلي وطرقه معروفة، تتمثل في: إيقاف العدوان، ورفع الحصار، والتعويض عن الأضرار..
وهي في مجملها مطالب مشروعة، وحق من حقوق شعبنا أن يحصل عليها وليست منةً من أحد؛ فهي من ثرواته وخيرات بلده، التي من الطبيعي جِـدًّا الاستفادة منها.
ما على قوى العدوان إلا أن تعيَ ما قد يجري لها من تبعاتٍ، إن هي تغافلت عن نصائحِ قائد الثورة، وسعت إلى مواصَلةِ عدوانها، فبلدُنا وجيشُنا على أهبةِ الاستعداد، وعلى بُعدِ خطوة من اتِّخاذ خطوات واستراتيجيات ومعادلات قوية ورادعة ستجعل عواصمَ ومنشآتِ قوى العدوان في مهب الريح، وسيجفُّ الضرع الحلوب، وتُقطَعُ يدُ الحالب، حينَها لا ينفعُ الندمُ.
وقد أعذر من أنذر.