مدير عام مكتب الصحة بمحافظة مأرب الدكتور علي الدعبوش لصحيفة “المسيرة”: العدوانُ دمّـر المنشآت الصحيةَ بمأرب ومديرية صرواح تعرّضت لأكثر من ١٥ ألف غارة
المسيرة – حاوره عبد اللطيف عثمان
أكّـد مديرُ عام مكتب الصحة بمحافظة مأرب، الدكتور علي ناصر الدعبوش، أن تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ دمّـر ثَمَانِيَ منشآتٍ صحية بالمحافظة، وأن مديرية صرواح لوحدها تعرضت لأكثرَ من (15) ألف غارة جوية.
وقال الدكتور الدعبوش في حوار لصحيفة “المسيرة” إنه بفضل توجيهات القيادة الثورية ممثلةً بالقائد العلَم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية وقيادة وزارة الصحة والسلطة المحلية بمأرب، تم تشغيل 8 مستشفيات ريفية، ومستشفى 26 سبتمبر المحوري، و80 مرفقًا صحيًّا مزوَّدةً بالأدوية والكوادر الطبية والأثاث والمعدات، حَيثُ كان الوضع الصحي مشلولًا تماماً، وخَاصَّةً المديريات المحرَّرة مؤخراً.
إلى نص الحوار:
– في البداية نود أن تحدثنا عن مدى تضرر القطاع الصحي بمحافظة مأرب جراء غارات العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم؟
محافظةُ مأربَ أكثرُ المحافظات التي عانت من العدوان والحصار، وخَاصَّة القصف الجوي والمدفعي، وهي من أكثر المحافظات صمودًا أمام العدوان، وخَاصَّة مديرية صرواح التي تعرضت إلى أكثر من ١٥ ألف غارة جوية؛ مما أَدَّى إلى تدمير ثَمَانِي منشآت صحية منها مستشفى صرواح العام بمديرية صرواح ومستشفى 7 يوليو الجفرة بمديرية مجزر؛ فقد دمّـرت المنشآت الصحية داخل المديريات بنسبة 80 %، تدميرا كاملا، وهذا التدمير تضرر وعانى منه أبناء مديريات المحافظة إضافة إلى صعوبة التنقل؛ بسَببِ الغارات الجوية.
– ما تقييمُكم للوضع الصحي في محافظة مأرب، خلال هذه الفترة؟
الوضعُ الصحي في محافظة مأرب، وبفضل الله وتوجيهات القيادة الثورية، ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله-، والقيادة السياسية، ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، وبعناية كريمة من معالي وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، ومحافظ المحافظة علي طعيمان، قُمنا بمجهود جبار خلال العام 2022م، منذ أن استلمتُ العمل، حَيثُ كان الوضع الصحي مشلولًا تماماً، وخَاصَّةً المديريات المحرّرة مؤخّراً؛ فكانت المستشفيات مغلقة تماماً، والحمد لله بدأنا بداية قوية وانطلقنا وتحَرّكنا، والآن العمل على قدم وساق؛ فقد تم تشغيل 8 مستشفيات ريفية ومستشفى 26 سبتمبر المحوري، و80 مرفقا صحيا مزودة بالأدوية والكوادر الطبية والأثاث والمعدات، والعملُ قائمٌ على أكمل وجه، والوضع الصحي حَـاليًّا جيد.
– ما هي الأنشطةُ والبرامج التي قُمتم بها خلال هذه الفترة، مقارنةً بالفترة الماضية؟
بالنسبة للبرامج تم تشغيل جميع البرامج الصحية، بحسب نمط وزارة الصحة، ومن ناحية الكادر الطبي، كان يوجد (5) أطباء عموم على مستوى المحافظة، الآن أكثر من (54) طبيبًا عامًّا، وبالنسبة للأخصائيين كان في الفترة الماضية لا يوجد أي طبيب أخصائي، والآن يوجد (7) أخصائيين، والفنيون كانوا بحدود (70) صحيا، والآن (340) صحيا فنيا، وبالنسبة للأجهزة والمعدات تم توفيرُ أشعة عظام لمستشفى 26 سبتمبر، وتشغيل العمليات والعناية المركزة والحضانة، كذلك وفرنا عيادةَ أسنان بالمستشفى، والمستشفيات الريفية في المديريات تم تزويدُها بالأشعات والمختبرات والأدوية والكوادر، والأمور مستقرة بشكل تام.
– ماذا عن الحملات الصحية؟
– بالنسبة للحملات الصحية، تم تشغيلُ عياداتٍ متنقلة لجميع مديريات المحافظة مزوَّدة بالكادر الطبي والأدوية، تستهدف المناطق البعيدة التي لا توجد بها مرافق صحية؛ لتلقي الخدمة فيها، وفيما يخُصُّ اللقاحات تم توفيرُها في جميع المرافق الصحية والمستشفيات.
– بالنسبة للدعم هل هناك منظمات داعمة؟
نعم هناك منظمات داعمة، لكنها ليست كافية؛ فوضع مأرب مأساوي، ما بدأنا به وانطلقنا فيه ليست بالشكل المطلوب داخل المحافظة، ولكن لا بد من تنفيذ توجيهات القيادة الثورية والقيادة السياسية، ولا بد أن نشتغل بقدر الاستطاعة ويوفق الله، سواء بمنظمات أَو بغيرها.
– ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهكم؟
الصعوباتُ كثيرةٌ:-
أولاً: صعوبةُ الوصول إلى المناطق، وصعوبة الطريق مثلاً في مديرية رحبة، لا نقدرُ الوصول إليها؛ بسَببِ قطع السيول للطريق، وكذا تباعد المرافق الصحية، لما يقارب ساعتين داخل المديرية الواحدة، وكذا ضرورة وجود السيارة الدبل للتنقل بين المرافق الصحية.
ثانياً: شحةُ النفقات التشغيلية، قليلة جِـدًّا، وهذا يسبب عراقيل.. الكادر الصحي يعاني بشكل كبير، ونحن زودنا الكادر الصحي داخل المحافظة من خارج أبناء المحافظة؛ بسَببِ أن الكادر الصحي داخل المحافظة غيرُ مؤهل، وهدفُنا واستراتيجيتنا أننا نؤهِّلُ كوادرَ من أبناء المحافظة، بحيث يقدِّمون خدماتٍ لأبنائهم من نفس المديرية، لكن للأسف لا يوجد كادر يقوم بالدور الكافي.
– هل لديكم خططٌ وبرامجُ مستقبلية لتحسين مستوى أداء عمل مكتب الصحة بالمحافظة؟
نعم، الهدف الأولُ هو استرجاعُ مكتب المحافظة كمكتب صحة، نحن الآن مكتب تنسيقي؛ بسَببِ تباعد المديريات عن بعضها البعض؛ فحاولنا أن يكون مكتب الصحة متوسطًا لاجتماع وتأسيس مكتب صحة بنظام مؤسّسي ودولة، والخطوة الأولى: استرجاع مكتب الصحة بالمحافظة، ثانياً: تأهيل الكادر الصحي من أبناء المحافظة، التوسع في الخدمات الصحية، تأهيل المرافق الصحية إلى مراكز صحية، تزويدها بالأثاث والمعدات، وكان سابقًا يتم بناءُ الوحدات الصحية عن طريق الشخصيات؛ فالمنطقةُ المحتاجةُ للمرافق الصحية والمراكز الصحية بجوار بيت الشيخ، وهكذا.
– بناءً على توجيهات القائد العَلَم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي المشير مهدي المشاط بتسهيل وتبسيط الإجراءات للمواطنين والمرضى، ماذا عملتم إزاءَها؟
كانت التوجيهات والاهتمام واضحًا، وبعناية كريمة، حتى السيدُ العَلَمُ -سلام الله عليه- كان مهتمًّا بنفسه ومتابعًا للأشياء؛ فنحن أوجدنا شيئاً لم يتحقّق من سابق؛ بسَببِ التوجيهات والعناية، فأوجدنا شيئاً خلال عام ما لم يتم إيجادُه خلال الثلاثين السنة الماضية.
– رسالةٌ أخيرةٌ تريدون توجيهَها؟
نحن كقادة في الكادر الصحية، رسالتنا إنسانية وعملنا إنساني قبل المسؤولية، رسالتي لجميع الزملاء: نحن منطلقون في محافظة مأرب وتوجّـهاتنا قوية، وهِمَّتُنا عالية لتقديم أرقى الخدمات في محافظة مأرب، ونطمئن جميعَ الزملاء في المحافظة بأننا إلى جانبهم؛ لتحسين الأداء على مستوى القطاع الصحي في محافظة مأرب.