واجبُنا المقدَّسُ تجاه القرآن الكريم..بقلم/ فضل فارس
في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان الذي تنزل فيه القرآن علينا كــمؤمنين، ينبغي على المسلمين أن يتدبَّروا آياتِه، ويتلونه حق تلاوته، وأن يكون السعيُ والعملُ إلى ما تأمر به آياته، وأن نهتديَ به، ونستنير ونعمل به، فمصيرنا في الدنيا والآخرة متعلق بمدى اهتمامنا وعملنا به، ففيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، من اهتدى به رفعه الله المقامات العالية في الدنيا والآخرة، “ومَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا”.
وكون القرآن مصدرَ عزِّنا وعلمِنا يجبُ أن يكونَ وجميعَ مقدساتنا أهمَّ علينا من حياتنا وأموالنا كُـلّ ما نملكه، ومن هذا المنطلق يجب أن تترسخ لدينا هذه القناعة التامة بأهميّة القرآن، وبأنه مصدر كُـلّ العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وهو جدير بمواكبة التطور الذي تشهده المنطقة برمتها.
وبمقدورنا جميعاً إن توحدنا كأمة إسلامية، ودول عربية تؤمن بهذا القرآن، أن يكون لنا موقف فعلي هادف وحازم ومؤثر على أعداء الله الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لجعل مقدساتنا وأهمها القرآن تحت الإهانات المتواصلة والساخرة، ذلك أن هذه الأُمَّــة قد أصبحت في نظرهم لا تمثل شيئاً في الواقع البشري.
ولهذا فقد تمادى بهم الأمر إلى أن يتم إحراق أهم مقدساتنا كُـلّ يوم وكلّ فترة، وفي دولٍ متعددة، وعلى مرأى ومسمع من أُمَّـة القرآن، الأسوأ من ذلك أن هناك قوانين لتلك الأنظمة تدافع وتحمي من يقوم بإحراق وإهانة القرآن الكريم، بل وتشجع من يقوم بتلك الأعمال، وتلك وربي إهانة للأُمَّـة التي تدين بدين الإسلام قبل أن تكون للكتاب المقدس.
والمعلوم أن اللوبي الصهيوني والحكومة الخفية الصهيونية هي من تنشر وتتبنى وتشجع كُـلّ هذه الأعمال الإجرامية بحق مقدساتنا، ولأن الله غالبٌ على أمره فَـإنَّهم وأفعالهم إلى زوال، ذلك أن الله قد حفظ كتابه على مر العصور.
ومن جانبنا فَـإنَّ كُـلّ إنسان مكلف، وعليه مسؤولية تجاه مقدساته، وعلى الأُمَّــة جمعاء أن تنهض بمسؤولياتها، وبمقدورها إن تضافرت جهودها أن تقدم على خطوات فعلية موجعة ومنكلة للأعداء وأهمها التعبئة العامة بما تعمله تلك الدول والأنظمة بمقدساتنا وأولها القرآن الكريم، والحث على التربية الإيمانية الجماعية الواعية في كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية، ويعتبر أقل واجب تجاه كتابنا ومقدساتنا هو المقاطعة الفعلية لكل منتجات تلك الدول المجرمة، فقد أثبتت هذه المقاطعة بأنها السلاح الفعال والمنكل، نستطيع من خلاله كسر شوكتهم وغرورهم وتكبرهم، وبالتأكيد فهم إنما يعبدون المال، وهو عجلهم وصنمهم الذي يعبدون، ومع ذلك فالمقاطعة أقل واجب وسلاح أولى، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.