نائبُ وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: لدينا قائدٌ ربّاني استطاع أن يُخرِجَ اليمنَ من الذلة والتبعية إلى رحاب العزة والكرامة
المسيرة | حاوره: أيمن قائد
أكّـد نائبُ وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور علي شرف الدين، أن سِرَّ صمود الشعب اليمني والعملية التعليمية أمام العدوان الأمريكي السعوديّ طيلة 8 أعوام، هو ارتباطه بالله والتفافه حول القيادة الحكيمة، وكذا الوعي العالي للأكاديميين والطلاب والإداريين.
وأشَارَ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى الدور الكبيرِ لمنتسبي الجامعات اليمنية في صناعة النصر وتقديم التضحيات؛ باعتبارهم الرافدَ الأولَ للجبهات، داعياً الطلاب إلى التركيز على التخصصات التي ترتبط بمتطلبات التنمية وأَلَّا يتوجّـهوا كَثيراً إلى التخصصات التي ليس لها طلب في احتياجات سوق العمل أَو ارتباط بالتنمية.
إلى نص الحوار:
– بدايةً دكتور علي.. ما تقييمُكم لصمود الشعب اليمني طيلة ثَمَانِي سَنَوَاتٍ مضت بشكلٍ عام وصمود الأكاديميين والطلاب في الجامعات اليمنية؟ وما سر هذا الصمود، ولماذا فشلت دول العدوان في تركيع الشعب اليمني؟
في البداية نهنئ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والشعب اليمني المؤمن الحكيم بحلول شهر رمضان المبارك، الذي حَلَّ علينا هذا العامَ متزامناً مع الذكرى الثامنة للصمود، وَنسألُ اللهَ سبحانه وتعالى أن يكون العام التاسع هو عام الانتصار الكبير على قوى العدوان وعلى رأسها أمريكا وعملاؤها.
وبالنسبة لسؤالك أخي العزيز عن سر الصمود؛ هو اتصالُ هذا الشعب بالله وثقته به والتفافه حول القائد الذي وحّد الأُمَّــة والذي هو قرينُ القرآن وقد وحّد الأُمَّــة بعيدًا عن المؤطرات المذهبية والسياسية والحزبية؛ لأَنَّه قائد رَبَّانِي استطاع أن ينتشلَ الشعبَ من الذلة والتبعية إلى رحاب العزة والكرامة.
فهذا الشعب العظيم كان ينقصه قائد عظيم، وها هو يقود شعب عظيم شعب الحكمة والإيمَـان، بعد أن اكتمل بأركانه الثلاثة القائد الرباني والمسيرة القرآنية والشعب القرآني؛ فكان حقّاً على الله نصر هذا الشعب وتأييده.
أما بالنسبة لصمود الأكاديميين والطلاب والإداريين في الجامعات اليمنية؛ فالسرُّ الحقيقي في ذلك هو الوعي العالي الذي وصل إليه هؤلاء الأكاديميين والطلاب والإداريين وإحساسهم العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم؛ ولكي يكونوا داعماً أَسَاسياً لرجال الرجال في الجبهات، بل إن جامعاتنا اليمنية زاخرة بالآلاف من الشهداء المنتسبين في سلك القوات المسلحة، وما زال الكثير والكثير من هؤلاء يواصلون مسيرة الصمود في الجبهات التعليمية التي لا تقل أهميّة عن الجبهات العسكرية، بل هي الرافد الأول للجبهات ممثلةً بأبنائها الطلاب الغيورين على تراب هذا الوطن، المنطلقين في سبيل الله ونصرةً للمستضعفين المظلومين من أبناء الشعب اليمني؛ فلهم منا أجل التحية والإكبار، ونسأل اللهَ لهم العونَ والتوفيقَ والسداد، وللشعب اليمني قاطبة إن شاء الله.
– ما أبرز الأضرار التي لحقت بقطاع التعليم العالي جراء العدوان الأمريكي السعوديّ؟
بالنسبة للأضرار فَـإنَّ مؤسّسات التعليم العالي تضررت كَثيراً، فقد استهدفها العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بشكل مباشر، البنى التحتية للجامعات اليمنية، فهناك أضرار مباشرة شملت المباني والمنشآت والمعدات والشبكات، وغيرها مما دمّـرته طائرات العدوان وصواريخه، كما لم تسلم مؤسّسات التعليم العالي من نهب واعتداءات مرتزِقة العدوان على الأرض وسرقة محتوياتها من أجهزة وغيرها.
أما الأضرار غير المباشرة فقد تمثلت في الآثار الاقتصادية ونقص الموارد الهامة؛ لضمان استمرارية العملية التعليمية وتوقف المشاريع التنموية الخَاصَّة بقطاع التعليم العالي وانعدام شبه تام في الموازنات التشغيلية للجامعات الحكومية، وتوجد إحصائيات بذلك وقد قامت الوزارة بطباعة كتاب عن حجم الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسّسات التابعة لها من جامعات وكليات، وقد أقيمت عدة مؤتمرات صحفية بهذا الشأن في الأعوام الماضية، وتقريبًا بلغت تكلفة الأضرار المباشرة وغير المباشرة أكثر من ثلاثمِئة مليار ريال يمني خلال السنوات الماضية.
– ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال السنوات الثَّمَانِي الماضية، وكيف أثر انقطاع الرواتب على سير العملية التعليمية في الجامعات اليمنية؟
هناك تحديات كثيرة واجهت التعليم العالي خلال الثَّمَانِي السنوات الماضية، والتي أثر كثير منها على سير العملية التعليمية في الجامعات اليمنية، ولكنَّ هناك تحديًّا واضحًا تمثل في العقول اليمنية خَاصَّة في بداية العدوان؛ فللأسف الأنظمة السابقة وما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وتلك الأنظمة العميلة والمنبطحة للخارج وعلى رأسها السعوديّة التي أرادت أن تحول اليمن إلى حديقةٍ خلفية لها؛ منعت الكثيرَ من حركة التطوير في اليمن بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص، وكانت تدفع الكثير من الرشاوي للكثير من المسؤولين في الدولة وضعاف النفوس لمنع مثلاً استثمار مواردنا النفطية والغازية وسحب جميع الكفاءات العلمية واستثمارها داخل السعوديّة، فهناك الكثير من المهندسين والأطباء اليمنيين البارزين تم استقطابُهم إلى دول الخليج والدول الغربية؛ ولأن النظام السابق كان يجعل البيئة للأكاديميين بيئة طاردة ولم يهتم بأي عالم أَو مفكِّر أَو متفوق أَو مبتكر بل على العكس، وبتوجيه من دول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وأذنابهم في المنطقة من النظام السعوديّ كانت تحارب الكفاءات اليمنية، بل وتظلمهم وتضطهدهم؛ مَا يسبب في هجرة الكثير منهم إلى الخارج.
لكن بفضل الله سبحانه وتعالى، نعمل جاهدين على إعادتهم وتأمين استقرارهم، فلم تشهد اليمن عبر تاريخها اهتماماً بالعلماء والأكاديميين والمبدعين والمبتكرين مثل هذه الفترة وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، وبفضل توجيهات السيد القائد -يحفظه الله- الذي يهتم بهذه الشريحة الهامة من أبناء المجتمع، وستكون لوزارة التعليم العالي بإذن الله تعالى، خطط شاملة بعد الانتصار على العدوان لإعادة الكم الكبير من هؤلاء إلى حضن الوطن والاستفادة منهم في تنمية ثروات الوطن.
وبالنسبة لقضية الراتب والذي كان من أبرز التحديات التي تواجهها الجامعات وقطاع التعليم العالي ومؤسّساته التعليمية؛ فوجدت حلول مبتكرة ومن هذه الحلول المبتكرة التي سعت إليها الجامعات اليمنية أنها وفرت أجوراً تدريسية مقابل المحاضرات التي يعطيها الأكاديميون وكذلك المدرسون المساعدون وكذلك أمناء المعامل والمدربون في المعامل؛ فكان هناك أجورٌ تدريسية استطعنا من خلالها التخطي للمعوق الكبير وهو انقطاع الراتب، ونجحت بفضل الله سبحانه وتعالى الجامعات الحكومية في هذا المجال، وقطعت شوطاً كَبيراً واستطاعت أن تتغلب على هذه المشكلة، وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل صمود هذا الشعب وبفضل توجيهات القيادة -يحفظها الله-.
– ما الذي حقّقته الوزارة خلال السنوات الماضية؟
هناك الكثير من الإنجازات والتي منها إنشاء جامعات جديدة متخصصة، فمثلاً تم إنشاء جامعة جبلة للعلوم الطبية وهي أول جامعة طبية متخصصة تمتلك مستشفياً تعليمياً خاصاً بها ومؤهلة تأهيلاً عالياً بمبانيها ومنشآتها، وقد سبقها جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية.
أما على صعيد الجامعات الأهلية، فقد تم افتتاح 6 جامعات أهلية وكليتين أهليتين، مثل جامعة ابن النفيس والجامعيين العرب والرشيد والنخبة والكلية النوعية وكلية أيلول للعلوم الطبية؛ ليصل عدد الجامعات الحكومية والأهلية إلى أكثر من 50 جامعة وكلية.
أيضاً من الإنجاز تم افتتاح برامج علمية جديدة فتحت بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، فهناك فتح أكثر من 120 برنامجاً علمياً تطبيقياً، بالإضافة إلى المئات من البرامج القديمة المفتوحة، كما لا ننسى الكليات النوعية التي فتحت في جامعة صنعاء مثل كلية البترول والمعادن وكلية العلوم الطبية التطبيقية التي تحتوي تخصصات نادرة مثل السمع والنطق والتغذية العلاجية والأشعة والتخدير وغيرها من التخصصات الهامة التي تخدم متطلبات التنمية واحتياجات العمل.
كما تم الاهتمام بالتوعية الثقافية للأكاديميين والطلاب من خلال الدورات المغلقة والمفتوحة بتوعيتهم إيمانياً وتصحيح الكثير من الثقافات والمفاهيم المغلوطة.
إضافةً إلى أنه تم اعتماد كثير من المواد التي تعرف المجتمع بالصراع القائم مع كيان العدوّ الإسرائيلي مثل كتاب “الصراع مع العدوّ الإسرائيلي” والذي أشرفت على إعدادِه بشكل شخصي، ويعتبر من أهم الكتب الجامعية التي تعطي وعياً بطبيعة العدوّ الأمريكي الإسرائيلي.
كما تم فعلياً توصيف الكثير من البرامج التطبيقية في الطب البشري والهندسة والزراعة، إضافةً إلى الكثير من التخصصات الإنسانية.
وتم خلال السنوات الماضية إنشاء اللجنة الرئاسية للمقاعد المجانية، التي تهدف لتأهيل قرابة من 4 إلى 6 آلاف سنوياً من الفئات المواجهة للعدوان، الجيش واللجان الشعبيّة وأقارب الشهداء من الدرجة الأولى والجرحى وكذلك الفئات المتضررة من العدوان مثل أبناء المحافظات المحرومة وأحفاد بلال والنازحين والأيتام وذوي الاحتياجات الخَاصَّة والفقراء، وكذلك الأوائل من المتفوقين الذين لم يحصلوا على منح إلى الخارج نتيجة لنقل البنك المركزي إلى عدن، فتم إعطائهم منح مجانية إلى الجامعات الحكومية والأهلية، بالإضافة إلى أن هناك إنجازات للوزارة على صعيد مشاريع بناء الدولة اليمنية الحديثة من خلال مكتب الرؤية ولديها العديد من المشاريع والحمد لله، فهناك مشاريع ممولة ومشاريع غير ممولة، وقد تم إنجاز الكثير منها حتى الآن وإنجاز خطوات كبيرة وفعالة في هذا المجال.
كما تم إعداد المعايير المرجعية الأكاديمية الوطنية، وكذلك فتحت برامج الدراسات العليا من الماجيستير والدكتوراه في الجامعات اليمنية الحكومية، وكذلك برامج ماجستير في الجامعات الأهلية، كما أقيمت عدد من المؤتمرات والندوات والورش تصل إلى أكثر من 20 مؤتمراً.
أيضاً أقيمت ورش بالعشرات في هذا المجال، كما تم إعداد دراسات لهيكلة كليات التربية وإعادة الهندسة لكثير منها لكي تحتوي على تخصصات جديدة تخدم احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية، وَأَيْـضاً الجامعة تقوم بدور مهم وكبير جِـدًّا في المناسبات الدينية والوطنية الداعمة للهُــوِيَّة الإيمانية، كما تم افتتاح كليات للزراعة في جميع الجامعات اليمنية الحكومية في خطوة هامة تم إعداد أَيْـضاً وثيقة دليل المعايير ونماذج التقييم الذاتي.
فالوزارة في هذا المجال تخطوا خطوات كبيرة جِـدًّا تحقّق رؤية الدولة اليمنية الحديثة المواكبة لتطورات العلمية الحديثة، فلم تنجز مثل هذه الإنجازات في ظل الحكومات السابقة.
– عمد العدوان إلى إعاقة العملية التعليمية في اليمن.. إلى أي مدى نجح في ذلك؟
بالنسبة للعدوان وأُسلُـوبه في إعاقة العملية التعليمية في اليمن وإلى أي مدى نجح في ذلك؛ فَالعدوان بفضل الله سبحانه وتعالى لم يستطع تحقيقَ أي نجاح في هذا المجال، والسبب في ذلك أننا بفضل الله سبحانه وتعالى استطعنا أن نوفر بدائلَ كبيرةً لما حطمه العدوان.
فمثلاً عندما تم قصف الكثير من المنشآت في الحديدة كجامعة الحديدة وكثير من المباني التي ضربت على الجامعات؛ تم بشكل سريع إنشاء أماكن بديلة وتم تدريس الطلاب في أماكنَ بديلةٍ؛ مما استطاعوا أن يحقّقوا عمليةَ استمرارية التعليم رغم العدوان ورغم الحصار ورغم الاعتداءات المتكرّرة على المنشآت التعليمية.
أيضاً فقد عمد العدوان إلى إعاقة العملية التعليمية وذلك باستقطاب الكفاءات العلمية، وكما ذكرنا سابقًا أنه استهدف الكثير من الكفاءات العلمية من علماء ومفكرين ومهندسين ودكاترة في الجامعات، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى استطعنا التغلب على ذلك واستطعنا بالموجود أن نغطي جميع التخصصات العلمية المطلوبة؛ ففي هذا المجال أشكر الدكاترة والأساتذة والمساعدين والمدرسين في الجامعات الذين لديهم إحساس وطني عالٍ وبقوا في بلدهم ولم يتأثروا بالمغريات التي قدمها لهم العدوان، وبالتالي استطعنا بفضل الله -سبحانه وتعالى- وبصمود هؤلاء أن نغطي جميع التخصصات في جميع الجامعات الحكومية والأهلية، واستطعنا بالموجود أن نسيّر العملية التعليمية على أفضل ما يكون، ولم تتوقف الدراسة في أية جامعة حكومية، وتم استعاضة حتى الدراسة والمقرّرات التي توقفت حتى أثناء كورونا، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى، وحكمة السيد القائد عندما قال: لا تهويل ولا تهوين، واستطعنا بإجراءات طبية معينة أن نحافظ على السلامة الطبية ولم تسجل حالة وفاة واحدة لأي طالب من طلاب الجامعات، حسب علمي، وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى.
– ما هي أبرز خططكم المستقبلية في سياق تطوير التعليم العالي؟
في مجال الرؤية المستقبلية والخطط المستقبلية في مجال تطوير التعليم العالي، فنحن إن شاء الله نسعى بشكل كبير جِـدًّا لتطوير البحث العلمي، والذي أهمل في السنوات الماضية في مراحل الحكومات ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كان هناك إهمال كبير للبحث العلمي، ولكنَّ بفضل الله سبحانه وتعالى هناك توجُّـهًا من قيادتنا الثورية والسياسية إلى تطوير هذا الجانب المهم جانب التعليم العالي، وهو البحث العلمي وخَاصَّة في الدراسات العليا وتوجيه جميع البحوث التي يقوم بها الأكاديميون من بحوث الترقية وبحوث والماجستير والدكتوراه وبحوث التخرج لأبنائنا الطلاب، فإن شاء الله لدينا هذا التوجّـه إلى أن تكون هذه البحوث كاملة تصب في مصلحة البلد وفي تطوير البلد وتنميته، ونطمح بأن تكون جميع مشاريع الطلاب والبحوث والدراسات العليا في المجالات التي تهم البلد وتطويره، خَاصَّة بعد أن توجّـهنا إلى إنشاء الخارطة البحثية مع الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
أيضاً من خططنا المستقبلية أتمتة جميع البيانات والتحول الرقمي الإلكتروني لجميع الجامعات اليمنية والمؤسّسات التابعة للتعليم العالي.
ومن طموحاتنا أَيْـضاً وخططنا هو تطوير الجانب الزراعي واستكمال البحوث في هذا الجانب؛ لأَنَّه جانب مهم ويركز عليه قائد الثورة -يحفظه الله- وهو من الأمور التي تساعد الشعب اليمني للصمود في وجه العدوان وكذلك التغلب على مشكلة استيراد الغذاء من الخارج، وهذا طموح كبير لدينا في مجال التعليم العالي إلى تطوير هذا الجانب بشكل كبير جِـدًّا.
أيضاً نحن عازمون على أن نحقّق مشاريعَ الرؤية الوطنية بكل فاعلية واقتدار وإن شاء الله بنسبة ١٠٠ % إن لم يكن بنسبةٍ أعلى من ذلك.
وَلدينا مشاريع في الرؤية الوطنية، دخلنا في مرحلة ما يسمى بحرق المراحل، فاستطعنا أن نحرق مراحل كثيرة جِـدًّا ونتعدى الفترة الزمنية التي حدّدت لنا في إنجاز هذه المشاريع وتعديناها بفضل الله سبحانه وتعالى، ويسمى لديهم في مكتب الرؤية الوطنية بالانحراف الإيجابي، ونحن لا نسمِّيه بالانحراف الإيجابي، بل نسمِّيه بحرق المراحل أَو تجاوز المراحل تجاوزاً إيجابياً، إن شاء الله.
وهناك الكثيرُ من الخطط المستقبلية مثل تطوير البرامج والتخصصات في الجامعات اليمنية، بحيثُ إننا نحدث البرامج ونلغي برامج عفا عليها الزمن وأصبحت لا تفيد سوق العمل ولا متطلبات التنمية، ونفتح برامج جديدة تطور البلد بتقنيات النانو وتقنيات الحيوية والطب البديل وتقنيات الجراحة بالمناظير، فخططنا المستقبلية سننجزها خلال المراحل القادمة بإذن الله، وبتكاتف جميع الأكاديميين والإداريين في الجامعات الحكومية والأهلية.
– كلمة أخيرة تودون إضافتها؟
نشكر القيادة الثورية المتمثلة بالسيد العلم المجاهد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- على اهتمامه الكبير بالتعليم، وندعو الجميع إلى التكاتف، فنحن في أعتاب نصر كبير جِـدًّا، إن شاء الله.
كما نشكر القيادة السياسية فيما توليه من دعم واهتمام وتواصل للتعليم ومثابرة في إنجاز البحوث العلمية وربطها بمتطلبات التنمية، وهذا في الحقيقة اهتمام حتى من رئيس الجمهورية المشير الركن مهدي محمد المشَّاط -يحفظه الله-، يركِّزُ على جانب تطوير البحث العلمي بشكل كبير جِـدًّا، وهذه من الأشياء التي كان يفتقدُها البلد، ففي أية قيادة سياسية للأنظمة السابقة لم نشاهد هذا التوجّـه، لكن في ظل هذه القيادة الثورية والقيادة السياسية وجدنا هذا التوجّـه.
كما أدعو أبنائي الطلاب إلى التركيز على التخصصات التي ترتبط بمتطلبات التنمية، وألا يتوجّـهوا كَثيراً إلى التخصصات التي ليس لها طلب في احتياجات سوق العمل أَو ارتباط بالتنمية.
كما أشكر صحيفتكم صحيفة “المسيرة” على طرقها في هذه المواضيع الهامة، فكتب الله أجركم وكتب الله أجر الجميع، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وصيامكم، وأن يمن على هذا الشعب العظيم بالنصر السريع المؤزر إن شاء الله سبحانه وتعالى، وأن نكون عند حسن ظن هذا الشعب، والذي نفتخر بأن نكون خُدَّاماً لهذا الشعب ولجميع أبناء هذا الشعب، سواءً في الجانب الأكاديمي أَو الجانب العلمي، ونسألُ اللهَ أن يُعِينَنا على هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، وأن بجعلَ أعمالَنا خالصةً لوجهه الكريم، وأَلَّا يكلَنا إلى أنفسنا طرفة عين، وشهر كريم وكلّ عام وأنتم بألف صحة وعافية.