نورُ الهداية يضيءُ لياليَ شهر رمضان..بقلم/ غيداء الخاشب
شهرٌ من أحبِّ الشهور إلى الله وإلى عباده، فيه الخير والبركات والطاعات مُضاعفة، ينوء فيه المؤمن عن الأشياء التي تُشغِله عن عبادة الله والقُرب منه ويرتجي من الله العفو والمغفرة، شهرٌ أهداهُ الله لنا ليُسهل طريقنا للوصول إلى جنته والنجاة من عذابه، شهرٌ أُنزل فيه أعظم النعم، لا ينبغي أن يخرج منه المؤمن إلا وقلبه صافيًا نقيًّا، بكاملِ الإيمان واليقين.
ينقسم الناس إلى نوعين لا ثالث لهما، النوع الأول يستغل هذا الشهر ويعرف أهميته والفرصة المتاحة له فيه للعودة إلى الله، لديه قائمة مُنظمة للشهرِ بأكمله، يستمع لهدي الله في كُـلّ ليلة من لياليه، ينتظر طلّة السيد العلم -حفظهُ الله- بلهفة، أما عن النوع الآخر يحمل في قلبهِ كومةً من التغافل والتجاهل عن قيمة هذا الشهر، يسير بعكسِ التيار، يتخبط ما بين القنوات الفضائية الفاسدة والشبكة العنكبوتية، التي ليست لها أية قيود إيمانية.
قال تعالى: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، مَنَّ الله على شعبِ الإيمان والحكمة بِأن جعل هاديهم ومُرشدهم وقائدهم هو السيد عبدالملك الحوثي -حفظهُ الله- بقدر ما هو حريص على الأُمَّــة ينفرد بمحاضراتٍ ربانية خلال شهر رمضان الكريم، تشفي الجروح وتُداوي القلوب وترتاحُ النفوس لسماعها، ينشر هدي الله في الآفاق، لتكون إطلالته روحانية وطمأنينة، أضافت إطلالته نوراً إلى نورِ الشهر.
حاجتُنا لهدي الله كحاجة النباتات المتسلقة إلى دعامة لتنمو باستقامة، لتستقيم حياتنا بالشكل الذي أراده الله لنا لنتمسك بالقرآن الكريم، لاشعور يُضاهي شعور الاستماع إلى تلك المُحاضرات، تودُ لو أن الساعات تطول ليبقى هديه متواصلاً، زادًا للقلوبِ والنفوس قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، حِرصه على أن تعيش الأُمَّــة حالة التقوى رغم انشغالاته هو ما تميز به هذا القائد العلم.
أهم ما يُركِّز عليه من خلال نور هدايته أن يُذكر المتذكرون بعالم الجنة ونعيمها وعالم النار والبؤس المُحدق لمن يكون من أصحاب النار، ولطالما يُذّكر بأهميّة القرآن والدُعاء حتى في المحاضرات الرمضانية السابقة، هو الذي يُبصّرنا بخطورة هَوَى النفس مع وسوسة الشيطان، ولا يزال هذا العلم يُذّكر من يستمع إليه باستيعاب ثُم يطبق ما سمعه في واقعه العملي.
اسْقِنا يا سيدي قطرة من غيث عِلمك وهديك القرآني الذي لا ينضب، أنت نور الهداية ونعمةٌ إلهية، ليُحِيطك الله بعنايته ورعايته.