من وحي محاضرة السيد القائد “يوم الفرقان”..الجهادُ كضرورة وجودية لاستمرارية الحق وازدهار البيئة الإسلامية..بقلم/ وهَّـاب علي
الجهادُ كضرورة وجودية لاستمرارية الحق وازدهار البيئة الإسلامية
استناداً إلى حتمية الصراع بين الخير والشر، وشموليته والظروف والتحديات، التي تحكُمُ الواقعَ البشري في كُـلّ زمان ومكان، وما يتطلبه ذلك من وجود آلية دفاعية مضادة؛ للحفاظ على دين التوحيد؛ وهو ما استوجب بحكم الضرورة أن يُكتَبَ القتالُ على المسلمين؛ لدرء المخاطر الوجودية، والقيام بما تمليه الفطرة الإيمانية من مسؤوليات والتزامات باتّجاه تثبيت وتدعيم مداميك الخير وإعلاء كلمة الله.
ولبيان أهميّة تلك المنطلقات، استعرض السيد القائد -يحفظه الله- في المحاضرة الرمضانية (يوم الفرقان) أبرزَ معالم المسيرة الجهادية لخاتم النبيين محمد بن عبدالله -صلواتُ الله عليه وآله- بما تضمنته من اهتمام كبير جِـدًّا بفريضة الجهاد من كُـلّ النواحي الميدانية والمعنوية، وعلى كُـلّ المستويات، وبالتوكل على الله، مع تأكيده في المحاضرة على عدد من المفردات الجهادية المكونة لهذه الفريضة الوجودية، وهي في حقيقتها اشتراطات لازمة للنهوض بمسؤولية الجهاد، وعلى رأسها الصبر واليقين بعواقبهما المرتبطة بوعد الله ووعيده، إلى جانب الوعي المستدام بأهميتها كفريضة والتزام إيماني وأخلاقي، وهو ما يتضح جليًّا عند التمعن بإنصاف في تفاصيل خارطة الصراع في المنطقة الإسلامية، وإجراء المقارنات لمجموعة النماذج الماثلة للعيان، والتي أشار إليها السيد القائد كعناوينَ واقعية تثبت فاعليةَ الجهاد وضرورتَه الحياتية.
وفي الحقيقة أن الحالةَ البشرية مرهونةٌ لأحكام السنن الكونية وَمدفوعةٌ بطبيعة التدافع الإنساني (الأممي) صوب تغطية الاحتياجات الأَسَاسية، وتأمين فائض متعدد من شتى أنواع الموارد والاستزادة منها بكل الوسائل؛ سعياً لتحقيق المصالح بكل الوسائل الممكنة، حتى لو كانت على حساب مصالح ومعايش الأمم والشعوب الأُخرى، كما أن تاريخَ الاستعمار الأُورُوبي والممارسات الباطلة لجبهة الاستكبار بقيادة أمريكا حافلةٌ بالجشع الشاسع والنهب الواسع لعقود وقرون طوال تكتظ بالأمثلة المأساوية لإذلال الشعوب في العالم بأسره، لا سِـيَّـما شعوبَ الأُمَّــة الإسلامية، التي ذاقت الأمرَّين؛ نتيجة غياب الثقافة القرآنية الجهادية، وحتى أنها منذ استقلالها الشكلي حتى اليوم ما زالت تعاني من وطأة المآلات الكارثية لاستمرارية غفلتها عن الضرورة المطلقة لإحياء فريضة الجهاد؛ للتصدي لمؤامرات جبهة الاستكبار الغاشمة وأَسَاسيات وآليات هيمنتها المتوالية، والتي لم تستثن أحداً في المنطقة الإسلامية إلا من تحَرّك وفقاً لتعليمات الله وفي سبيله ولإعلاء كلمته وبحسب المحدّدات الناصعة والسيرة الجِهادية القرآنية التي سطّرها النبيُّ الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آله- والأئمةُ الميامين من أهل بيته وسائرُ المجاهدين المخلصين في كُـلّ بقاع العالم؛ نُصرةً للدين والحق والمستضعَفين، في وجه الطغاة والطغيان جيوش الشيطان من الإنس والجان، كما هو حال شعبنا اليمني المجاهد العظيم، والعاقبة للمتقين المجاهدين.