أهميّةُ الصيام وفوائدُه.. بقلم/ عُلا أحمد
يُعتبر الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو فريضةٌ من الله على كُـلّ مسلمٍ ومسلمة, كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} صدق الله العظيم.
ولهذا الصيام لهُ أهميّة كبيرة جِـدًّا في تربية الإنسان المؤمن على الصبر والتحمل والتجلد حينما يمتنع عن الأكل والشرب والمعاشرة الزوجية خلال نهار شهر رمضان, فتُكسبه فريضة الصيام الصبر هنا وفي بقية الأمور، ويصبح إنساناً يقوى على التحكم في شهواتهِ, إضافةً إلى ذلك تجعل الإنسان يتذكر الفقراء والمحتاجين حينما يشعر بالجوع؛ فيشعر بحال أُولئك الذين يُمضون أياماً بلا زاد, فيبادر إلى مساعدتهم ويمدُ يدهُ في المشاريع الخيرية التي تسعى في مواساة الفقراء والمحتاجين والتخفيف عليهم, ومن أهميّة الصيام أَيْـضاً أنهُ يربي الإنسان على التقوى وهيَ غايتهُ المهمة كما يقول سبحانهُ وتعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فيتقي المؤمن ربه في نفسه ويراقب الله في كُـلّ أعماله ويمتنع عن أهوائه ورغباته وشهواته, ويصبر ويتجلد ويواسي المحتاجين ويبذل ويعطي.
وللصيام أهميّة كبرى في تقريب الإنسان المؤمن من الله في الإكثار من الصلاة والخشوع بين يدي الله والتأمل والتدبر في تلاوة آيات القرآن الكريم والالتجَاء إلى الله بالدعاء والتضرع, ويرتقي بالإنسان في سلم درجات الإيمان, فشهر رمضان والصيام محطة سنوية للتزود بالتقوى والإكثار من الأعمال الصالحة, فيتربى الإنسان المؤمن على كُـلّ ما ينجيهِ من عذاب الله ويدخلهُ رضوان الله وجنته.
ولا تقتصر أهميّة الصيام على الجانب التربوي وحسب، بل لهُ أهميّة وفوائد عظيمة على المستوى الصحي للإنسان، ولهذا يقول الرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-: (صوموا تصحوا)، ففيه فوائد مهمة جِـدًّا فهو يُقوي مناعة الإنسان ويساعد الجسم في القيام بأعماله وتنظيم حركة الخلايا والأعضاء، ويعمل الصيام على مساعدة الجسم في عملية تنظيف الجسم من الخلايا الميتة والتهامها، ويُساعد في عملية الهضم وتوزيع الطعام على الجسم كاملاً والأكسدة؛ ولهذا اكتشف الغرب أن الصيام دواء مهم ويعملون على تصويم المرضى ويضعون قوانين للصيام.
أما نحن المسلمين فقد فرض اللهُ الصيامَ علينا من منطلق رحمته بنا وحرصه على زكاء أنفسنا وصحتنا، وبهذا يتأكّـد لنا قول نبينا -صلوات الله عليه وآله-: (صوموا تصحوا).
وبهذا وغيره يكون الصيام له أهميته الكبرى في الجانب التربوي والصحي وفي زكاء النفس وتقواها، فيخرج الإنسان من شهر رمضان وهو كما ولدتهُ أمه من الطهارة والتقوى والسلامة من الذنوب والصحة والنظافة والعافية، فما عليه إلا أن يحافظ على ذَلك النقاء بالاستعانة بالله واستشعار التقوى في كُـلّ الأوقات حتى يقبل على الله وهو من أهل التقوى والإيمان والصلاح.