صنعاء: الرياضُ طرفٌ رئيسي في الصراع وليست وسيطاً
المسيرة: خاص
جدّدت صنعاءُ توضيحَ طبيعة المفاوضات الجارية مع الرياض، إذ أكّـدت أن السعوديّة ليست وسيطاً بل طرفٌ رئيسيٌّ في الصراع؛ وذلك رَدًّا على المحاولات المتكرّرة من جانب إعلام العدوّ ومسؤوليه لتضليل الرأي العام بشأن الموقف السعوديّ وتكريس كذبة “الحرب الأهلية” التي تهدف لفتح المجال للتنصل عن التزامات السلام.
وأكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، الاثنين، أن “الحوار مع السعوديّ يأتي؛ باعتبارها من تقود العدوان بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو قائم على هذه الأَسَاس، ونتائجه ستعلن للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية”.
وفي السياق نفسه، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محافظ محافظة ذمار، محمد البخيتي: إنه “لا حاجة للبحث عن تفسيرات غير واقعية لتبرير المفاوضات ما بين صنعاء والرياض ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها فالسعوديّة ليست وسيطاً وإنما طرفٌ في الصراع”.
وتأتي هذه التأكيدات في الوقت الذي تحاولُ فيه السعوديّةُ تقديمَ نفسها إعلامياً كـ”وسيط سلام بين اليمنيين” في مغالطة يرى مراقبون أنها محاولة من جانب الرياض لحفظ ماء وجهها، بينما يراها آخرون كمؤشرٍ على استمرار التردّد السعوديّ في التوجّـه نحو السلام الفعلي وتضليل الرأي العام.
وقد علّق الحوثي على التضليلات الإعلامية المعادية قائلاً: إنه “عند كُـلّ جولة مباحثات يعمد العدوّ إلى ضخ التسريبات والشائعات بغية هز الجبهة الداخلية وشيطنة المدافعين عن الوطن”.
وأوضح عضو المجلس السياسي الأعلى أن “الحوار لم يبرح المِلف الإنساني، وفي مقدمها الرواتب التي ظل قطعها أحد أسلحة التحالف لتدمير الدولة اليمنية ومعاقبة الشعب اليمني”.
وأكّـد أن صنعاء “حاضرة لكل الخيارات سلماً وحرباً”.
ورحب الحوثي بسماح النظام السعوديّ للسفن بالوصول إلى ميناء عدن دون تفتيش، معتبرًا ذلك من “ثمار الصمود بوجه العدوان”.
وقد جددت السعوديّة محاولاتها لتضليل الرأي العام، الاثنين، على لسان سفيرها في اليمن محمد آل جابر الذي يزور صنعاء على رأس الوفد السعوديّ المفاوض، حَيثُ زعم آلُ جابر أن زيارة وفد بلاده تأتي ضمن “المبادرة السعوديّة المعلنة عام 2021، ولبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية” متجاهلاً دور النظام السعوديّ كطرف رئيسي وقيادي في العدوان.
وبذلك فَـإنَّ التوصيفات الخاطئة التي يحاول العدوّ تكريسها، لن تغير شيئاً من ضرورة التزامه بمحدّدات السلام الفعلية، المتمثلة بإنهاء العدوان ورفع الحصار وإخراج القوات الأجنبية ودفع التعويضات وجبر الأضرار.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد في خطاب سابق له أن محاولات تقديم السعوديّة في دور الوساطة لن تجدي، موضحًا أنه “لا يمكن أن يتحول دور من قدم نفسه منذ بداية العدوان بصفة قائد للحرب ومنفذ للعمليات الهجومية على بلدنا إلى مُجَـرّد وسيط”.
وَأَضَـافَ القائد آنذاك أن صنعاء “لن تعفيَ تحالف العدوان من التزامات هي عليه وهي استحقاقات مشروعة للشعب اليمني”
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها دول تحالف العدوان ورعاتها تقديم أنفسهم كوسطاء للتهرب من مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني ولتضليل الرأي العام، إذ يحاولون منذ سنوات تكريس هذه الرواية المغلوطة وتوصيف ما يجري في اليمن بأنه “حرب أهلية” لكن ذلك لم ينجح أبداً في إعفائهم من تداعيات العدوان والحصار.