تعاظُمُ قلق المرتزقة بسبب المفاوضات بين صنعاء ودول العدوان
المسيرة: خاص
سادت حالة ارتباك وتخبط وقلق واسعة وفاضحة في أوساط مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، إثر إعلان صنعاء عن استقبال وفد سعوديّ ووفد عماني لمناقشة إنهاء العدوان والحصار واستعادة حقوق الشعب اليمني؛ الأمر الذي كشف مجدّدًا حرصهم على استمرار الحرب للتكسب منها، كما كشف حجم استهانة دول العدوان بهم.
حكومة المرتزِقة حاولت إخفاء تخبطها وقلقها خلف تصريحات مهزوزة تتماهى مع الرواية المضللة التي تبناها الإعلام السعوديّ والتي تحاول إظهار وصول الوفد السعوديّ إلى صنعاء؛ باعتباره من “جهود الوساطة بين اليمنيين” لكن ذلك لم ينجح في التغطية على حقيقة غياب المرتزِقة بشكل كامل عن كُـلّ اللقاءات والمشاورات الجارية منذ فترة، وبالتالي فَـإنَّ تلك التصريحات لم تترجم سوى استمرار خضوع المرتزِقة وعدم امتلاكهم حرية إبداء أي رأي، فضلاً عن المشاركة في المحادثات.
لكن تصريحات حكومة المرتزِقة تناقضت أَيْـضاً مع تصريحات بعض وزراءها، الذين أكّـدوا أن المفاوضات تدور منذ فترة بين الرياض وصنعاء فقط؛ وهو ما يعني أنه لا دور ولا قيمة للمرتزِقة في عملية السلام.
مع ذلك، فَـإنَّ قلق حكومة المرتزِقة من نجاح المفاوضات بين صنعاء والرياض وجد طريقه إلى الظهور بشكل رسمي من خلال بيان لسفارتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، طالب باستمرار عمل آلية التفتيش الأممية التي تعد جزءاً من الحصار الإجرامي المفروض على اليمن؛ ما ترجم بشكل واضح حرصَ المرتزِقة على استمرار معاناة الشعب اليمني.
وما حاولت حكومة المرتزِقة إخفاءَه في تصريحاتها الرسمية ظهر بشكل أكبر في تناولات وسائل الإعلام والنشطاء المحسوبين عليها، حَيثُ وصف أحد نشطاء مرتزِقة حزب الإصلاح مشهد استقبال الرئيس المشاط للوفدَين السعوديّ والعُماني في القصر الجمهوري بصنعاء بأنه “يميت من الغيظ والقهر”، في تعبير ترجم بوضوح حجم الصدمة التي يعيشها المرتزِقة.
أما المرتزِق خالد بحَّاح الذي شغل منصب رئيس حكومة المرتزِقة في فترة سابقة؛ فقد وجدها فرصة للتشفي في حكومة المرتزِقة الحالية، مُشيراً إلى أنهم “يستحقون” المصير الذي حَـلَّ بهم؛ لأَنَّهم ضيّعوا أنفسهم، من خلال الاعتماد على دول العدوان وخدمتها.
مع ذلك، فقد كان موقفُ صنعاءَ تجاه المرتزِقة إيجابياً، حَيثُ جدّد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محافظ محافظة ذمار، محمد البخيتي، توجيهَ الدعوة “للمكونات السياسية التي تورطت في استدعاء العدوان للحوار؛ مِن أجل بناء عملية سياسية تقوم على أَسَاس التوازنات الداخلية وتحقّق سيادة واستقلال اليمن وتضمن تحَرّكه في سياق مصالح أمته العربية والإسلامية”.