استشهادُ الإِمَام علي عَلَيْهِ السَّلامُ [40هــ/661م].. بقلم / صالح مقبل فارع
هو ابن عم الرسول، ووصيه، وأول الناس إسلاما، وأمير المؤمنين، وقائد الغُر المُحجَّلين، وإمام المتقين، ورابع الخلفاء الراشدين، وإمام أهل البيت أجمعين، وثاني أهل الكساء، وأخي رسول الله، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، وأبي ولديه الحسنين، الصديق الأكبر، والفاروق، الشجاع، الولي، المؤمن، الزاهد، الفقيه، المتكلم، الخطيب، البليغ، العالم النحرير، والقاضي الذكي، والسياسي الداهية، أحد أهم رجالات الإسلام العظماء، ونصيره، ومثبّت دعائمه، الإمام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم، عليه السلام.
وردت فيه مناقب كثيرة مروية ومأثورة، وفضائل مشهورة ومذكورة عند المخالف والموالف، والصديق المحب والعدوّ البغيض، لا استطيع ذكرها هنا في هذا المختصر.
تولى الخلافة بعد مقتل عثمان في العام 35 للهجرة فدانت له كُـلّ بلاد الإسلام ما عدا الشام ومعاوية، واستمر في خلافته خمس سنوات حتى عام 40 هجرية، جرت فيها ثلاث معارك هي: “الجمل” بينه وبين طلحة والزبير وعائشة، و”صِفِّين” بينه وبين معاوية، و”النهروان” بينه وبين الخوارج.
وفي ليلة 19 رمضان من العام 40هـ طعنه عبدالرحمن بن ملجم المرادي الخارجي بسيف مسموم في رأسه غدرًا وهو قائم يصلي تهجُّدًا قبل الفجر في جامع الكوفة بالعراق، وكانت تلك الضربة مميتة لم يلبث الإمامُ عليٌّ بعدها إلا يومين وفارق الحياة.
وكان استشهاده في مثل هذا اليوم 21 رمضان سنة 40هـ الموافق 27 كانون ثاني يناير 661م، وباستشهاده خسرت الأُمَّــة ثاني رجل في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وتم دفنه سرًّا في “النَّجَف” في مكان خالٍ من الناس والسكان اسمه “الغَرِي”، بين الأشجار؛ لئلا ينبشوا قبرَه، ولكن بعد مِئة وخمسين سنة وفي عهد هارون الرشيد تم العثور على قبره، وهناك قصة عجيبة حدثت لهارون حين عثر على قبر الإمام علي -عليه السلام-، فظهر قبره إلى العلن، وتم بناء قُبَّة عليه، ثم جامع، ثم مقبرة، وهي الآن من أكبر مقابر المسلمين، ثم سكن الناس حوله؛ فكوَّنوا قرية، ثم توسعت القرية فأصبحت مدينة، وأصبحت اليوم من أكبر مدن العراق، وهي مدينة النَّجَف، وبعد أن كانت تتبع الكوفة لصغرها أصبحت الكوفة تتبع تتبعها لكبرها، فالنجف محافظة، والكوفة مديرية أَو ناحية تتبع محافظة النَّجَف، وقبره مشهور مَزُور.