الهروبُ من المحتوم لا يُجدِي.. بقلم/ زهران القاعدي
مَن أعلن الحرب وقدّم نفسه قائداً لها من أول يومٍ وحشد الجيوش وموّلها، هو العدوّ الأول وَلا يمكنه الهروب من تداعياتها تحت أي مسمى من المسميات، التي من خلالها يحاول الخروج منها بأقل تكلفة، خَاصَّةً إذَا ما وصلت الحرب إلى طريقٍ مسدودة ولم يحقّق شيئاً من تلك الأهداف التي بدأ الحرب آملاً في تحقيقها.
هذا هو حالُ السعوديّة اليوم بعد عدوانها على اليمن وبعد فشلها الذريع في تحقيق أي شيءٍ يُذكر على أرض الواقع، وبعد أن أدركت بأن الحرب قد طالتها وطالت مصالحها ومقوماتها التي تمول الحرب من خلالها.
ومن خلال وفدها الذي زار صنعاء مؤخّراً برفقة الوفد العُماني الوسيط؛ لإجراء مباحثات سلام مع القوى الوطنية والحرة فيها، حَيثُ تفاءلت صنعاء بتلك الزيارة لعل وعسى أن يخرج السعوديّ من غيه وينهي عدوانه ويسعى في إصلاح ما أفسده طيلة ثمانية أعوام من الحرب والحصار على اليمن.
ولكن على ما يبدو أن السعوديّة -ومن خلال وفدها- أنها تحاول تقديم نفسها كوسيط، في محاولة للتنصل من التبعات التي قد تلحقها والهروب من تلبية مطالب صنعاء والتي هي شرطٌ لإنهاء عدوانها من سحب قواتها ورفع حصارها وتعويض الخسائر وإعمار ما قد تدمّـر جراء عدوانها.
وهذا هو الذي يضمن جديتها في إنهاء الحرب وإحلال السلام، ومحاولة الهروب من ذلك ترفضه صنعاء وبشدة؛ فالعدوان قد بدأ من طرف السعوديّة وضوء انطلاقته قد بدأ من واشنطن على لسان سفيرها هناك، والحرب سعوديّة يمنية ولا داعي لتلك المسميات والتي لا تؤدي إلى سلام دائم وعادل يضمن حقوق اليمنيين ويحقّق أمن وسلامة أراضي السعوديّة.
وحالة اللا حرب واللا سلم ومحاولة خلق تهدئة جديدة وإطالة أمدها دون تقدم يُذكر في الملف الإنساني قد تقودُ إلى تطوراتٍ توجعُ المراوغين.