عبقرية المشاط.. بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي.
وقد يتساءل البعض:
لماذا لم يستقبل الرئيس المشاط الوفدين السعوديّ والعماني في دار الرئاسة مثلاً أَو في أي مكانٍ سياديٍ آخر؟
لماذا اختار القصر الجمهوري تحديداً مكاناً لاستقبالهما؟
هل هو من قبيل المصادفة، يعني، أم أن الأمر كان مدروساً ومخطّطاً له؟
أسئلة وجيهة فعلاً…
بصراحة لم يكن الأمر لا من قبيل المصادفة ولا من قبيل أم الصبيان ولا هم يحزنون،
الأمر بصراحة كان مدروساً ومخطّطاً له فعلاً…
فمن يعرف شخصية الرئيس (المشاط) وما يتمتع به من كاريزما وحنكة سياسية وقيادية، يدرك تماماً أن الرجل قد تعمد ذلك.
نعم.. لقد تعمد استقبالهما في القصر الجمهوري لمعرفته وإدراكه المسبق لما يمثله هذا القصر من رمزية أَو دلالة تاريخية ووطنية لليمن عُمُـومًا وَ(للجمهورية) على وجه التحديد..
أليس القصر الجمهوري رمزاً سيادياً من رموز الثورة والجمهورية والوحدة؟
أليس هو المكان الذي تصدر منه كُـلّ القرارات الجمهورية السيادية وغير السيادية؟
لذلك فقد اختار الرئيس هذا المكان يستقبلهم فيه رغبةً منه في إيصال رسالةٍ قويةٍ مفادها أن الجمهورية التي لطالما اتهمتم أنصار الله بالتآمر ومحاولة الانقلاب عليها بخير.
أن الجمهورية التي كنتم ولازلتم تتباكون على ضياعها، أنصار الله هم من حافظ عليها وصان لها كرامتها وعزتها.
أن الجمهورية التي برّرتم، بدعوى الحفاظ عليها، العدوان وتمالأتم معه وقدمتم له كُـلّ أشكال الدعم والمساعدة للانقضاض عليها وقهرها، ها هي تُسلِّم عليكم اليوم من صنعاء وتبلغكم أنها في أيدٍ أمينة.
أن الجمهورية لم ولن تبارح صنعاء، فمن أراد الجمهورية، فمقرها هنا في صنعاء، في القصر الجمهوري.
فلله درك أيها (المشاط)..
لله درك.. كم كنت محنكاً وعبقرياً!