وفاءٌ بلا حدود وإخاءٌ يتجاوز المدى..بقلم/ د. شعفل علي عمير
بعد أن تم إطلاق سراح عدد من أسرانا وخلال بعض المقابلات معهم يتضح أن كُـلّ أسير وخلال فترات أسرهم المتفاوتة بأنه ما زالوا يحملون روح الجهاد بل ومصممين على مواصلة كفاحهم المقدَّس ضد المعتدين، ومن الملاحَظ بأن معنويات أسرانا تناطحُ السحاب، رغم ما قد لاقوه من سوء المعاملة في بعض مواقع الأسر التي بطبيعة الحال تختلفُ وتتعدَّدُ باختلاف وتعدد المكونات التي تقاتل مع الغازي في مختلف الجبهات، وهذا دلالة على أن الأسير المحرّر مؤمنٌ بقضيته، وعرف بأن ما قدّمه من تضحية إنما هو استجابةٌ لنداء الواجب الديني والوطني.
رأينا الاستقبالَ المهيبَ لأسرانا؛ الأمر الذي عكس الاهتمام الاستثنائي لهم من قبل قيادة الثورة والقيادة السياسية، وهنا لا نجد تفسيراً لمدى عظمة أسرانا في أوساط مجتمعنا المجاهد سوى أنهم يعرفون تماماً بأن المعركة التي يضحّون في سبيلها معركة مقدسة، وأن ما يقدمه هذا الشعب يعد رخيصاً مقابل النتائج التي تحقّقت، نتائج انعكست شموخاً وعزة، نتائج جعلت من الإنسان اليمني أُسطورةً في الصبر وقُدوةً في الجهاد.
نقف هنا إجلالاً وتعظيماً لهؤلاء الأبطال، الذين وقفوا بكل إيمان وشجاعة أمام الغازي ومرتزِقته، قاتلوا وهم يعرفون تماماً بأنهم يدافعون عن كرامة شعب وعزة أُمَّـة؛ فهانت عليهم دماؤهم، ورخصت في سبيل ذلك أرواحهم؛ فلهم من شعبهم وأمتهم كُـلُّ التقرير وعظيمُ الامتنان.