الإمام علي عليه السلام مدرسة متكاملة عن الإسلام وأخلاقه..بقلم/ عبدالمجيد البهال
تمر علينا ذكرى أليمة على الأُمَّــة الإسلامية وعلينا كشعبٍ يمني متولي لله ولرسوله وللإمام علي ولأعلام الهدى، الشعب الوحيد المتمسك بهُــوِيّته الإيمَـانية وبأصالته وبتوليه لآل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
ففي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي -عليه السلام- والذي استشهد في ليلة الـ21 من شهر رمضان المبارك في سنة 40 هجرية في مسجد الكوفة أثناء خروجه لصلاة الفجر، كان أمير المؤمنين علي -عليه السلام- فيما يعنيه للأُمَّـة كهادي لها بعد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وحلقة وصل للبني والرسالة والامتداد العظيم للرسالة، ويعتبر استهدافه خسارة كبيرة للأُمَّـة، ودليل على انحراف كبير لواقع الأُمَّــة واستهداف للأُمَّـة نفسها.
استهداف شخصية الإمام علي -عليه السلام- هو دليل على ما حصل من انحراف خطير جِـدًّا للأُمَّـة، وصلت تداعياته إلى استهداف خير الأُمَّــة وهاديها بعد نبيها -صلوات الله عليه وعلى آله-.
نحن عندما نتحدث عن أمير المؤمنين علي -عليه السلام-، فنحن نتحدث عن مدرسة متكاملة، والحديث عنه هو حديث عن الإسلام وعن أخلاقه، فعلي -عليه السلام- كان تجسيداً للإسلام وقرآناً ناطقاً.
كانت مزايا الإمام علي -عليه السلام- وخصائصه كثيرة جِـدًّا، وفي مقدمتها أنه وليد الكعبة وشهيد المحراب، وما بين حياته واستشهاده -عليه السلام- حياة نقية خالية من كُـلّ رجس الجاهلية ومتميزة بالإيمان والعطاء والعمل والقيم الراقية والعظيمة، فكان -عليه السلام- السباق إلى الإسلام من يومه الأول من دون أي تردّد ومن غير سابقة شرك أَو تلوث بدرن الجاهلية.
كان -عليه السلام- السباق بنفسه والفدائي الأول والرجل العظيم، وكان رجل المُهِـمّات الصعبة والمواقف الخالدة، وهو المصداق الأول في الآية المباركة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}.
في يوم أحد كان له الموقف الأول في تفانيه واستبساله، كما قال جبرائيل “هذه هي المواساة” وفي يوم الخندق قال عنه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: “برز الإيمان كلّه أمام الكفر كلّه” وفي بقية المواطن كان هو المذكور في المواقف المُهِـمّة والصعبة وهو فاتح خيبر، يوم قال رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).
في مقام العبادة كان -عليه السلام- هو العابد الخاشع، والخاضع لله، وهو الذي شهد له القرآن بإقامة الصلاة، وشهد له التاريخ بخضوعه لله عز وجل، وفي مقام الإنفاق والعطاء والرحمة بالمساكين، هو من تصدق بخاتمة وهو راكع، وهو ذلك الذي آثر بطعامه وهو صائم وجائع، ولا يمتلك غير ذلك الطعام فقال عنه الله سبحانه وتعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}.
أَيْـضاً من أهم النصوص المعروفة والمتواترة عن قربه -عليه السلام- من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- هو قول الرسول عنه: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وهذا نص في غاية الأهميّة، يجب أن نستوعبه ونتفهمه.
إحياء ذكرى استشهاده وسرد سيرته العطرة ومواقفه النبيلة هو من الإيمَـان وعلى الجميع أن يكون توليهم للإمام علي؛ لأَنَّه هو القرآن الناطق وهو الذي أوصانا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بتوليه.