نظرتُهم للتعليم ونظرتنا نحنُ..بقلم/ أم قاصف
من المنظور الشامل بين التعليم للعالم العربي والإسلامي، وبين التعليم الغربي، نُلاحظ الفرق ما بين نشاطهم المتواصل في تعليم أبنائهم وزرع ثقافاتهم وعداوتهم للعرب والمسلمين في تعليمهم وبرامجهم ومدارسهم وقنوات أطفالهم حتى ينشأ الطفل وقد تشرب العداء للإسلام والمسلمين وتغلغل الحقد في صدره وزُرع في قلبه مشاعر الاستحقار والسخرية والتشاؤم من المسلمين وأطفالهم وأوطانهم..
بينما العالم الإسلامي مختلفٌ تماماً، فقد تجد المدارس والمعاهد والقنوات والجامعات منفلته تماماً عن الروابط الدينية والأواصر الإسلامية العريقة؛ نتيجة البعد عن الكتاب العظيم والنهج القويم والتأثر بالثقافات الدخيلة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع..
أما من منظور التعليم فقد نجد العالم الغربي متحداً تماماً على غرس العداء للإسلام والمسلمين ولا عنصرية لديهم في هذا الجانب، بينما واقع العرب والمسلمين غير ذلك، ولو نتأمل قليلًا في تعليمهم لوجدنا العنصرية الحادة في مستوى التعليم؛ لأَنَّ البعض يحمل روح الاستغباء والاستحمار ولا يريد أن يزرع ثقافة القرآن ومبادئه وقيمه على أطفاله؛ كَونه ثقيلاً لا يتلاءم مع التيه العصري والفساد الأممي فيفضّل حرمان أولاده من حلقات العلم وأنشطة التوعية الجهادية ويتجه إلى إغوائهم بالجوالات وبرامجها وألعابها المدمّـرة للعقول، والبعض من المسلمين في العالم الإسلامي فينظر لتعليم العلم وحلقات الذكر أنه تخلف ويعقد نفسية الطفل ولا يسمح له بالنضج والنمو الصحيح؛ لأَنَّه لا يأخذ استراحة بعد الدراسة ولا يتمتع بالعطلة الصيفية وهذا يخدم الأعداء أكثر ليصنعوا هم من فراغ أطفالنا وخواء أوقاتهم برامج ومسلسلات وألعاب يستهدفون فطرتهم ويسلبون لب عقولهم بطريقتهم الخبيثة وأُسلُـوبهم المخادع..
أما البعض من المسلمين فكان محباً لفكرة التعليم لكن لا يريد أن يعلم أبناءه روح العزة والكرامة والإباء ولا يريد خدش براءتهم بمفاهيم مزعجة بزعمه ولكنه يفضل أن يعلمهم تعليماً بارداً لا يعرفهم بثقافة القرآن ولا يرسم لهم منهج الجهاد والاستشهاد..
كلّ هذا وأكثر؛ نتيجة البعد الحقيقي عن منهج القرآن والنظرة الصحيحة له والبعد عن آيات الوحدة والاعتصام بحبل الله الذي هو عامل أَسَاسي لصلاح أمر المسلمين وسبب في رقيهم الحضاري ونهضتهم وقوتهم، والسبب الثاني هو التأثر بالحضارات الوهمية والتيه العصري، حَيثُ نلهث وراء اللا شيء ونترك الذي يعني لنا كُـلّ شيء.
وبما أننا خير أُمَّـة أُخرجت للناس يجب أن نتحلى بعد الاعتصام والتوحد بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أبرز ما فيه حث بعضنا بعض على الالتحاق بالدورات الصيفية وإقامة الأنشطة التوعوية والتثقيفية والتعليمية للجيل الناشئ، وتطوير مستوى التعليم وتحسينه من حَيثُ المنهج والقائم على تدريسه لنكون أُمَّـة على مستوى وعي عال وثقافة عميقة متصلة من روح القرآن العملي حتى ننهض ونصل بمستوى العزة والقوة والدفاع والمقاومة.
ممّا هو ضروري ومهم تعليم أطفالنا وتنشئتهم على مبدأ ديننا وإيماننا وهم أمانة في أعناقنا وسنُسأل عنهم يوم نلقى الله، فلا يجوز التهاون ولا الإهمال، والله ولي التوفيق.