الجنجويد مشروع أمريكي صهيوني لتدمير السودان..بقلم/ محمد علي الحريشي
مليشيا الجنجويد هي مليشيات مسلحة أنشأها نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير من أوساط القبائل العربية البدوية الرعوية في إقليم دارفور غرب السودان ليقمع بها حركة احتجاجات مناهضة لحكمة قامت بها القبائل الزنجية الافريقية في دار فور؛ بسَببِ التهميش الممارس ضدها من قبل حكومة البشير.
بعد مشاركتها مع الجيش السوداني في الحكم عندما شجعت أمريكا على اندلاع حركة احتجاجات شعبيّة ضد الرئيس السابق عمر البشير، تم إطلاق اسم جديد لمليشيا الجنجويد تماشيا مع وضعها في السلطة وهو مسمى «قوات الدعم السريع» المسمى هو مسمى أمريكيا بامتيَاز
أطلق هذا الإسم عليها أَيْـضاً ربما مكافأة لمشاركتها في العدوان على اليمن.
نظام الرئيس السوداني المخلوع البشير أول من سارع بإرسال مجاميع مليشيات الجنجويد للمساهمة في العدوان على اليمن، كان الرهان الأمريكي أن تحقّق تقدما ميدانيًّا ومكاسبا في ساحة المعركة باليمن لما عرف عنها من عنف وإجرام والتي كانت أعمالها القذرة لا تقل وحشية عن مرتزِقة شركة «البلاك ووتر» (Black Water) الأمنية التي عاثت في العراق دمارا وقتلا ونفذت مجازرا جماعية بحق الشعب العراقي.
أرادت أمريكا أن تمارس الجنجويد في اليمن نفس الذي مارسته شركة «بلاك ووتر» في العراق.
لكن هيا الله لليمن قيادة ثورية حكيمة وجيشا ولجانا شعبيّة مرغوا انفها التراب واذاقوهم الموت الزعاف حتى امتلأت بجثثهم صحاري ووديان حرض وميدي وعدد من الجبهات. تاريخ نشأتهم أسود معظمهم اميون اجلاف، حياتهم قائمة على السلب والإغارة ونهب المسافرين وحرق قرى ومزارع القبائل الزنجية الافريقية في دارفور.
استغلت المخابرات الأمريكية الاضطرابات الشعبيّة التي حدثت في السودان مع تدشين فوضى الربيع العربي، وهي تريد الدمار والخراب للشعوب العربية والإسلامية ومنها السودان، فقامت بدعم مليشيا الجنجويد ليكونوا في طليعة المنقلبين على نظام عميلها عمر البشير الذي لم يشفع له الدفع بمجاميع من الجنجويد وزجهم في العدوان على اليمن، كانت أمريكا تنسج خيوط المؤامرات على نظام البشير وتعقد الصفقات مع قيادة الجنجويد، الصفقة هي مقابل اشتراك الجنجويد في العدوان على اليمن الثمن المقابل هو وصولهم إلى السلطة فضلا عن صفقات أُخرى منها التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ربما الجيش السوداني والدولة العميقة في السودان تنبهوا للمخطّطات الأمريكية في اللحظات الأخيرة.
ربما المخابرات المصرية نبهت الرئيس السوداني وقائد الجيش بحدوث انقلاب وشيك تخطط له الجنجويد للاستيلاء على السلطة بدعم أمريكي صهيوني إماراتي.
هناك مؤشرات تدل على ذلك منها انتقام الجنجويد من الضباط والجنود المصريين في العاصمة الخرطوم ومعاملتهم معاملة وحشية بعد تفجير الصراع ومنها التحذير الذي أرسلته المخابرات السعوديّة عبر مقال كتبه أحد الصحفيين السعوديّين المقربين من ولي العهد السعوديّ والذي حذر فيه الإمارات من وقوفها مع مليشيات الجنجويد، ومنها الزيارات المكثّـفة لكبار المسؤولين الأمريكيين إلى الرياض قبل تفجير الأوضاع العسكرية في السودان بأيام قليلة.
من الواضح احن أمريك مارست ضغوطا على النظام السعوديّ للوقوف مع الانقلاب الذي تخطط له وتنفذه مليشيا الجنجويد للاستيلاء على السلطة في السودان.
مصر نقلت للحكومة السعوديّة عن خطورة ما يحدث في السودان على الأمن القومي المصري وأمن البحر الأحمر، هدف مصر ضمان عدم وقوف السعوديّة مع الانقلاب وهذا الذي حدث.
الخلاصة تم توريط مليشيا الحنجويد في حرب ضروس مع الجيش السوداني وسط بيئة اجتماعية غير حاضنة، من المؤكّـد المكونات الاجتماعية السودانية وسط وشمال وشرق السودان سوف تقف في صف الجيش السوداني ضد مليشيات الجنجويد وهكذا تنال تلك المليشيا الإجرامية عقوبة الله جزاء الجرائم التي ارتكبتها بحق اليمنيين مقابل المال المدنس والارتزاق والله المستعان.
مصر لها دور كبير في إفشال الانقلاب الأمريكي الصهيوني على النظام السوداني وبمُجَـرّد تفجير الصراع والحرب بين الطرفين معناه فشل الانقلاب وخسارة الجنجويد للصراع في نهاية المطاف سوف تخسر الحرب مهما قدمت أمريكا لها من دعم؛ لأَنَّها تفقد أهم عناصر النجاح وهي الحاضنة الشعبيّة، مصر تتدخل في الصراع السوداني بكل ثقلها.
نجاح الجنجويد في الاستيلاء على السلطة في السودان معناه نهاية وحدة السودان ودخوله في دوامة العنف والاحتراب الأهلي ودخوله تحت الوصاية الدولية واحتلال أراضيه من قوات أجنبية متعددة ودخوله في تجاذبات القوى الدولية المتنافسة.
على الشعب السوداني أن يتوحد لمنع مليشيات الجنجويد من تحقيق أهدافها وتدمير السودان، وهذا الذي نتوقع أن يتحقّق في قادم الأيّام.