المدارسُ الصيفية نقلةٌ نوعية في واقعِ الأُمَّــة..بقلم/ أميرة السلطان
عمد أعداء الأُمَّــة الإسلامية وعلى مدى سنوات عديدة على إبعاد أجيال كثيرة عن المبادئ والأخلاق والقيم السامية التي دعاء إليها ديننا الحنيف، ليس هذا فقط بل عمدوا إلى تشويه المقدسات والأعلام وتقديم البديل الهش الذي لا يبني أُمَّـة ولا شعبًا.
وجّهَ أعداء أمتنا اهتمامات الشباب وقدراتهم وطاقاتهم إلى أشياءَ هامشيةٍ لا قيمة لها؛ فيصبح الشاب منهم في عمر الثلاثين شخصًا تائهًا لا هدفَ له في هذه الحياة، بل شابًّا محطَّمًا متذمِّرًا من المجتمع الذي يعيش فيه ساخط على مجتمعه.
أما إذَا تكلمنا عن المناهج فحدّث ولا حرج فقط احتوت على كُـلّ ما هو غث ولا يمت للدين بأية صلة فقدموا رسول الله بشخصية هزيلة ضعيفة لا تنزل إلى ميدان القتال بل تكتفي بدور المتفرج أَو قصة تروي أن جاره كان يهودياً ويتحمل أذاه أياماً وأيام، أَو أنه وقع معاهدة صلح مع اليهود، أما الأحاديث التي نسبوها إلى النبي؛ ففيها ما يجعل المرء منا يعيش في ذهول واستغراب، فالرسول سيشفع لأهل الكبائر، ووجوب طاعة ولي الأمر الظالم وإن ارتكب المحرمات، وأن امرأة ارتكبت جميع الفواحش ولكنها سقت هرة فدخلت الجنة.
أما عن الدروس المتعلقة بمعرفة الله فكلها ما زالت تبحث عن وجود الله “البعرة تدل على البعير” على الرغم من أن معرفة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: هي معرفة فطرية جُملية.
غاب عن مناهجنا القدوات والأعلام الذي نرتقي بمعرفة سيرتهم ونعلو إذَا اقتدينا بأخلاقهم؛ لم تُذكر فاطمة الزهراء -عليها السلام- إلا مرة واحدة في حديث لرسول الله “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” أما الإمام علي -عليه السلام- فقد نام في فراش النبي ولم يصحَ قط في أية مرحلة من مراحل التعليم الطويلة في المدرسة!!
لم تعرف أجيالنا من هم أهل بيت رسول الله أَو من هم الصحابة الذين جاهدوا مع النبي وثبتوا وقدموا المواقف كعمار بن ياسر وسعد بن معاذ وغيرهم.
إن ما تعيشه أمتنا الإسلامية اليوم من سوء هو بسَببِ مناهج لا ترتقي بشخصية الإنسان المؤمن الذي أراد له الله أن يعيش عزيزاً كريماً واعياً مدركاً لما يدور حوله من مؤامرات رافضاً لنهب ثرواته ومقدراته وما يمتلكه ليعيش غيره غنياً تتوفر لهم سبل الراحة ورغد العيش ويعيش هو فقراً مدقعاً ومجاعات وحروب.
كان لا بدَّ من إيجاد الحل الأمثل لكل ما سبق ذكره من خلال المدراس الصيفية التي تعتبر الحصن المنيع من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي قُدّمت لسنوات حتى أصبحت في قلوب البعض متجذرة على الرغم من خطائها.
وجب على كُـلّ أم وأب أَو ولي أمر أن يدفع بأبنائه إلى هذه المدارس الصيفية من واقع المسؤولية الملقاة على عاتقهم من منطلق “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.