التقارُبُ القبلي موقفٌ بلد واحد..بقلم/ فضل فارس
الزياراتُ الحاصلة في هذه الأيّام من أبناء قبائل محافظة أبين وغيرها إلى إخوانهم أبناء قبائل العاصمة صنعاء لها دلالات وإحاءات إيجابية كثيرة؛ فالتقارب القبَلي من أَسَاسه ولملمة الوضع الاجتماعي في ما بين القبل اليمنية العريقة والأصيلة هو في كلّ الحالات تثبيتٌ للوضع الاجتماعي اليمني، وهو بلا شك أَيْـضاً يثبت وضع الدولة نفسها ويعطيها القوه والمنعة الصُّلبة في مواجهة المستعمرين، وهذا بغض النظر عَمَّا توجّـهت إليه تلك الوفود القبلية من إخواننا في الجنوب المحتلّ ومطلبهم الأَسَاس وهو المفاوضة على أحد أسراهم لدى حكومة صنعاء.
مع هذا فالموقف صريح وواضح لا غُبارَ عليه، وهوَ أن موقفَ وفدَي محافظتَي أبين وشبوة في أساسه قبلي هادف يناشد المشاعر الإنسانية والأعراف القبلية المتجذرة في نفوس أبناء هذا البلد الواحد، وهو يلمِّحُ أَيْـضاً إلى معرفتهم ووعيهم الإيجابي تجاه مخطّطات العدوان التي تسعى أَسَاساً إلى تفرقة المجتمع اليمني ولا ترى في ذَلك إلَّا نفسها ومصالحها في كُـلّ ما تقوم به، وهذا واضح جِـدًّا، فصفقة تبادل الأسرى التي حصلت مؤخّراً لم تشمل سوى أبناء كبار الخونة وبعض المرتزِقة وَمن مناطقَ معينة فقط، فيما تجاهل السعوديّون مرتزِقة وأفراد أبناء المحافظات الجنوبية المخدوعين، حتى لو كانوا ضباطاً كباراً؛ فهذا لم يكن ليهمهم أَو بالأحرى لا يهمهم مطلقاً!
لذا فما كان من أبناء هذه المحافظات التي رأت بعينها هذا التواطؤ والخيانة لهم وعدم الاهتمام بهم وبأسراهم إلا أن يتجهوا للتفاوض بأنفسهم مع صنعاء في وفدٍ قبلي يحمل انطباعَ وعادات القبيلة اليمنية العريقة، وفي هَكذا موقف قبلي شجاع من أبناء قبائل الجنوب اليمنية بالتأكيد فإنهم حيال ذلك لم يعودوا إلا ظافرين، ولم يجدوا في صنعاء سوى إخوان لهم لن يرضوا إلا بمد يد الأُخوَّة لهم.
وفي هذا أَيْـضاً دلالة كبيرة على رحمة القيادة وقلبها الواسع المفعَم بالعفوِ والصفح والمحبة الصادقة والحرص الكبير منها على جميع أبناء هذا الشعب ككل.