الثقافةُ القرآنية وارتباطُها بالشعب اليمني..بقلم/ محمد الضوراني
الثقافة القرآنية الركيزة الأَسَاسية للحفاظ على الأُمَّــة من حالة الضلال والانحراف، العلاقة الوثيقة وعبر التاريخ بين الشعب اليمني والقرآن الكريم بداية من أَيَّـام الرسول -صلوات الله عليه وآله-، هذا الارتباط الوثيق بين الشعب اليمني وبين المنهج والقيادة القرآنية عبر التاريخ حفظ لهذا الشعب المؤمن إيمانه وصدق توليه لله عز وجل وللرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأعلام الهدى من آل البيت الأطهار المجاهدين الذين كانت سياستهم مع هذا الشعب التذكير المُستمرّ بالله وبالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وبالقرآن الكريم كمنهج يسير عليه الجميع في ظل أُمَّـة تاهت وانحرفت نتيجة ابتعادها عن هذه المنهجية وتمكّن الأعداء منها وسيطرتهم عليها وعلى أفكارها وثقافتها وأخلاقها.
إننا نجد اليوم الشواهد الكثيرة والواضحة، مَـا هو الفرق بين الشعب اليمني والشعوب الأُخرى من شعوب الأُمَّــة الإسلامية!!
الفرق كبير، نجد اليوم أن الشعوب الإسلامية التي كان لا بُـدَّ عليها أن تعي مسؤوليتها أمام الله، نجد أن هذه الشعوب تخلت عن واجباتها وانجرت وراء سلاطين الجور والقادة الذين انحرفوا بها عن طريق الاستقامة لطريق الضلال والتيه وفي صف أعدائها وأعداء الدين الإسلامي.
إن المعاناة التي تعاني منها الأُمَّــة هي نتيجة واضحة لنسيان الله وأوامر الله وترك أولياء الله من الصالحين المتقين والتحَرّك في صف الضالين والمنحرفين، إننا نجد اليوم أن الفرق واضح بين الشعب اليمني في المناطق الحرة الذي تحَرّك وفق منهج الله وحافظ على ما تبقى من أخلاق ومبادئ وثقافة أراد أعداء الله أن يبعدنا عنها وأن نرتبط بالماجنين والفاسدين وَالضالين والمنحرفين، هم أرادوا أن نكون شعباً لا يحمل أية قضية، مُجَـرّداً من كُـلّ شيء، نجد اليوم المناطق المحتلّة كيف يعمل فيها العدوان من أنواع الفساد والخراب والدمار والتدمير الأخلاقي وتدمير القيم والمبادئ وكلّ العادات والتقاليد الحميدة، نجد اليوم أن الأخلاق الإيمانية والوفاء والصدق في الشعب الحر في المناطق الحرة وأكبر شاهد ودليل على ذلك تعامل المجاهدين مع الأسرى للعدو بالإحسان والأخلاق وحفظ كرامتهم وشرفهم، بينما نجد العكس التعامل السيئ للمرتزِقة والخونة ومن باعوا دينهم وعرضهم للمحتلّ كيف تعاملوا مع الأسرى الأحرار تعاملاً بعيداً عن أية أخلاق أَو دين أَو إنسانية، هؤلاء تجردوا من كُـلّ شيء وأصبحوا كالوحوش الضارية.
الفرق واضح بين شعب يحمل القيم والأخلاق والوفاء والصدق والصبر وكلّ الصفات الحميدة التي منبعها كتاب الله ومنبعها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- القائد والمعلم ومنبعها أعلام آل البيت الصادقين الأخيار، بينما نجد الشعوب الأُخرى كيف تعاني من حالة الانحراف الأخلاقي والثقافي والفساد والسقوط في كُـلّ شيء.
إن القرآن الكريم ومنهجية وثقافة القرآن الكريم حفظت لهذا الشعب دينه وكرامته وأخلاقه وشرفه وثقافته، القرآن الكريم هو الحامي وهو الحصن الواقي لنا كشعب يمني من الانحراف والضلال والتبعية والذل لأعداء الله، هو نور الله الذي ينير لنا الطريق في زمن يسوده الظلمة والفرقة والانقسام في صف الباطل وصف الشيطان.
إن ربط الشعب اليمني بالقرآن الكريم وتحَرّك القيادة الثورية القرآنية من خلال القرآن الكريم وبصورة مُستمرّة للحفاظ على هذا الشعب والأجيال القادمة وتحصينهم من السقوط في طريق الشيطان وأولياء الشيطان الذين يتحَرّكون في جانب الضلال بكل أساليب الضلال الإعلامية والثقافية والاجتماعية وغيرها هي معركة لا بُـدَّ أن نواجهها بوعي وثقافة قرآنية تحفظنا من الوقوع والسقوط الذي يؤثر علينا وعلى مصيرنا في الدنيا والآخرة.