الأسرى.. بين الاستقبال الحافل وبشاعة العدوان..بقلم/ أمين الشريف
استقبال حافل شهده الأسرى في شهر رمضان المبارك بحضور معظم القيادات السياسية والعسكرية تأكيداً على أن صنعاء لا تترك أسراها، بل وتعمل بجد ليلاً ونهاراً؛ مِن أجل الإفراج عن أسراها، هذه الحفاوة انعكست إيجاباً على نفسيات الأسرى بعدما عانوا أقسى أنواع التعذيب في سجون تحالف العدوان ومرتزِقتهم وخلال عدد من السنين، لقد كان هذا الاستقبال بمثابة رد الجميل لهؤلاء الأبطال الذين سطروا بتضحياتهم أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني، ولولا تضحياتهم وصبرهم وصمودهم لما وصل هؤلاء القادة إلى مناصبهم ولما كان هناك أمن واستقرار في المناطق المحرّرة، ولهذا فَــإنَّ الاستقبال لهم بهذا الشكل ليس إلا قليل من واجب رد الجميل لهم إزاء ما قدموه من تضحيات واستبسال في مواجهة العدوان ومرتزِقته.
قضية الأسرى مسألة إنسانية وقد سعت صنعاء خلال السنوات الماضية إلى تحرير أسراها في سجون تحالف العدوان ومرتزِقتهم، وعمل المفاوضون باللجنة الوطنية لشؤون الأسرى على مسألة تبادل الأسرى الكل مقابل الكل؛ بيد أن العدوان ومرتزِقته كشفوا عن بشاعتهم من خلال عدم الاهتمام بأسراهم فهم لا يعيرون أسراهم أي اهتمام، وليسوا مستعدين للإفراج عن أسرى صنعاء مقابل الإفراج عن جميع أسراهم، وهذا يثبت أنهم قد تجردوا عن القيم والأخلاق الدينية والإنسانية، فالذي لا يبالي بأسراه هو شخص مُجَـرّد من القيم والأخلاق، في المقابل فَــإنَّ صنعاء كانت حريصة على أسراها وتبذل كُـلّ ما بوسعها للإفراج عنهم وعملت بكل جهد على مبادلة الأسرى الكل مقابل الكل.
بشاعة العدوان ومرتزِقته لم تظهر في تعامله مع أسرانا من خلال التعذيب النفسي والجسدي، بل ظهرت في تعامله مع أسراه من خلال عدم الاهتمام بهم أَو الاكتراث لما يعانونه، ولعل قضية الأسير فيصل رجب أهم شاهد على ذلك، فرغم أن الرجل كان قيادياً لديهم ومقاتلاً معهم وموالياً لهم إلا أنهم لم يضموه ضمن مطالبهم الأخيرة التي تم الاتّفاق عليها والتبادل الذي حصل في رمضان؛ مَا جعل أبناء قبائل أبين يتجهون نحو العاصمة صنعاء لمطالبة القيادة فيها بالإفراج عن ابنهم فيصل رجب، ولأن صنعاء تعتبر قضية الأسرى قضية إنسانية سواءً من ناحية مطالبتهم بالإفراج عن أسرانا أَو من خلال تعاملهم مع أسرى العدوّ، على نحوٍ إنساني وأخلاقي فقد قامت صنعاء بالإفراج عن الأسير لديها اللواء فيصل رجب تقديراً لقبائل أبين، وهذا الأمر لو حدث مع المرتزِقة والعدوان لما أخرجوا فرداً واحداً من أسرانا.
إن بشاعة العدوان وإجرامه سواءً من خلال التعامل مع أسرانا من تعذيب أَو من خلال تعاملهم مع أسراهم واللا مبالاة التي يظهرونها تجاه أسراهم، ومنهم أسرى جبهة كتاف والذي بلغ عددهم أكثر من ألف وخمسمِئة أسير؛ كُـلّ ذلك يظهر بشاعة المرتزِقة والعدوان وعدم وجود أي مشروع لديهم وأنهم مُجَـرّد مرتزِقة يسوقون الناس إلى محارق الموت غير آبهين بما قد يحدث لهم من أسر أَو مصير، وهي رسالة إلى بقية الواقفين إلى صف العدوان بأن العدوان يسوقكم إلى محارق الموت وفي حال تم أسركم ستمكثون في السجون دون أن يكلف العدوان ومرتزِقته أنفسهم للمطالبة بالإفراج عنكم.
صنعاء ستسعى في الفترة القادمة نحو الإفراج عن بقية أسراها، سواءً من خلال تبادل الكل مقابل الكل أَو من خلال عقد صفقات تبادل كالذي حدثت في رمضان، ونحن بانتظار الطرف الآخر لعل وعسى أن تكون لديه ذرة من إنسانية لعقد صفقة الكل مقابل الكل لإنهاء هذا الملف الإنساني، ما لم فَــإنَّ بشاعة العدوان التي يظهرها في التعامل مع أسرانا أَو في عدم الاكتراث لأسراه لن تستمر وسيحصل للعدوان ومرتزِقته ما لا تُحمد عقباه، والعاقبة للمتقين.