المـراكـزُ الـصـيفـية عــلمٌ ونــور..بقلم/ إلهام الأبيض
علـم ونـور وفيها ما هو أبلغ من ذلك، فيها من الهدى والعلم المفيد الذي يجعل أبنائنا وبناتنا في دائرة الثقافة القرآنية، نعم لقد عانينا نحن في مدارسنا من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي لم نستفد منها شيء، درسنا وتعلمنا الكثير لكن لم نتعلم كيف نقي أنفسنا من الهلاك، الهلاك من الثقافات الدخيلة، التي جعلت قلوبنا أكنّة وعقولنا محصورة في أن نصنع من أنفسنا شخصيات وهمية لا قيمة لها إلا أن تكون في صف صحبة الثقافات التي ليس لها هدف، إلا أن نكون أضعفَ مما يكون عليه الإنسان المؤمن.
المراكز الصيفية جعلت من العلم حياة وجددت معنى العلم الحقيقي بما تحتويه من ثقافات حيوية فعالة تفيد الفرد والمجتمع، وتفيد في أول الصفوف أبناءنا وبناتنا وهم في مرحلة الزهور ومن ثم مرحلة النضوج وجعل العقول مستنيرة، متمسكة بكتاب الله وعترة أهل البيت -عليهم السلام-.
وهي محطة تربوية تثقيفية مهمة أبلغ من أن تكون محطة تعليمية، هي صلة حياة ما بين طلاب العلم والبصيرة والهدى الذي يجب أن نستنير به وتستنير به عقول أبنائنا وبناتنا وهم في هذه المرحلة من النمو والتفكير، في غير هذا تحتوي على المفاهيم المنيرة وتحتوي على هدى الله الذي هو النور الذي يضيء للإنسان، فيها من العلوم الإلهية الواسعة التي تخرج القلب والفكر من الظلمات إلى النور، وهي مصدر من معين العلم النافع.
الدورات الصيفية تعمل على البناء، البناء الصحيح منذ البداية، وتعمل على التحصين من كُـلّ أشكال الاختراق المضل المفسد؛ وهذا ما يجعل أبناءنا وبناتنا أكثر وعياً وبصيرة، يتفهمون معنى كيف تكون الحرية والعزة وكيف تتحقّق الكرامة في أرض الواقع.
الدورات الصيفية هي بمثابة تنمية علمية ومعرفية للأجيال وهي أَيْـضاً بمثابة حصانة تربوية وأخلاقية، إضافة إلى أنها تسهم بشكل كبير في تنمية الوعي التعليمي والديني وفق أسس صحيحة وسليمة من خلال ثقافة القرآن الكريم الذي أنزله الله ليبدد ظلام الجهل الثقافي والتربوي ويستبدله بالهدى والنور، يجب علينا وبما أشار إليه السيد القائد الاهتمام بالدورات الصيفية وكل من كان له دور في بناء المجتمع اليمني من ثقافيين، إعلاميين وعلماء أن يجعلوا من الدورات الصيفية محطَّ اهتمام الجميع وبشكل بارز ومهم، وكما أكّـد القائد العلم السيد عبدالملك الحوثي، على كُـلّ من وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الأوقاف والإرشاد أن يقوم كُلٌّ بجهوده الواجبة عليه اتّجاه هذه الدورات والإسهام في قيامها ونجاحها، والكل يستشعر مسؤوليته أمام هذا النشاط العظيم الذي سوف يخرج مجتمعنا مما كان عليه من ضلال وظلام.