حروب الإدمان المتعددة.. بقلم/ احترام عفيف المُشرّف
للحروب عدة أنواع وأشكال وطرق ومسميات، وكما كان لنا تناول للحرب العسكرية وبشاعتها وأضرارها وَأَيْـضاً تناولنا الحرب الإعلامية وخطورتها، وكذلك تطرقنا لحرب القوارير التي تديرها المنظمات اللا أخلاقية ضد فئة النساء.
فَــإنَّنا اليوم نتناول حرب تتفرع منها وفيها عدة حروب وهى حرب الإدمان وللإدمان عدة طرق ومجالات شتى فما زاد عن حده المعقول وهو غير سوي، يعد إدمان كإدمان السهر أَو إدمان الدخول على المواقع الإباحية والعياذ بالله حتى أن هناك إدمان التسكع في الطرقات وإيذاء خلق الله بمعنى الحديث عن الإدمان كثير وكبير ومتعدد، وكله مضر بالفرد والمجتمع، أي أن شيء يدمّـر الإنسان دينيًا أَو أخلاقيا أَو صحياً ولا يقلع صاحبه عنه يعد إدمانا،
ووسائل الإدمان التي يروج لها الأعداء كثيرة والمستهدف منها هم فئة الشباب والأطفال وهي متعددة وسيكون تركيزنا في هذا الطرح على الأخطر فيها والذي يدمّـر الإنسان بثلاثيته القائم عليها دينيًا وأخلاقيا وصحيا. ويقضى على المجتمع وهو إدمان المخدرات بشتى أنواعها.
وهنا سنورد لكم ما قاله الدكتور جاسم بدر المطوع وهو إعلامي كويتي رائد في المجال التربوي الأسري يقول ما نصه:
(اليوم العالم كله ذاهب باتّجاه ثلاث دوائر لا رابع لها، في العشرين سنة القادمة وهى كالتالي.
الدائرة الأولى: الإلحاد والتي بدأت بالظهور، الدائرة الثانية: الشذوذ الجنسي والعلاقة المثلية وهدم الأسرة المبنية على الرجل والمرأة وهذا يمشى بقوة،
الدائرة الثالثة: تقنين الحشيش والمخدرات يعنى هي الآن محرمة وممنوعة ويعاقب عليها القانون ولكن بالعشرين سنة القادمة سوف تعدل القوانين حتى تكون الحشيش مسموح بها والمخدرات حرية شخصية الذي يريد يتعاطاها لا أحد يعترض عليه. هذا الكلام في العشرين سنة القادمة.
ويضيف الدكتور جاسم. نحن الآن في الدوائر الثلاث نربي أولادنا اليوم فإذا لم نؤسسهم على العقيدة والإيمان ونقوي علاقتهم بالله سبحانه وتعالى ونقوي علاقتهم بالقرآن كمنهج حياة وإلا سوف يدخلون في الدوائر الثلاث ويذوبوا فيها.؛ لأَنَّ الهجمة كبيرة جِـدًّا ونحن كمسلمين اليوم لدينا ضعف في التقنية. ولدينا ضعف في الفكر. وضعف في السلوك. وبالتالي القوى هو من سيحكم في العالم والقاعدة تقول: منطق القوى قوى ومنطق الضعيف ضعيف).
انتهى كلام الدكتور جاسم وقد أوردناه كامل لأهميته كونه وضع العلة ووسائل الوقاية منها. وسوف يختصر علينا الكثير من الشرح للخطورة التى يتعرض لها الشباب والأطفال؛ بسَببِ المخدرات وقوة العدوّ الذي يحاول إدخَالها وإضاعة شبابنا في براثينها إذَا لم نكن على قدر كبير من اليقظة والانتباه لما يدور حولنا.
وتعد مشكلة المخدرات حَـاليًّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أَو على بلد معين أَو طبقة محدّدة من المجتمع بل شملت جميع الأنواع والطبقات كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح وخطير على الجهاز العصبي والدماغ.
ومن الأسباب التي تعرض الفرد لخطر الإدمان:
الجهل بأخطار المخدرات. ضعف الوازع الديني. والتنشئة الاجتماعية غير السليمة. التفكك الأسري. الفقر وَأَيْـضاً الثراء الفاحش، انشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم وجود الرقابة والتوجيه، عدم وجود الحوار بين أفراد العائلة، ورفاق السوء، والبطالة والفراغ.
إذًا نحن الآن أمام كارثة حقيقية تكاد أن تدمّـر البلاد وتقضى على الأجيال أن لم نقف صفا واحدا أفراد وجماعات ونتصد لها بقوة وحزم، ونحن في اليمن ولله الحمد مازلنا في خير من هذه الآفة وإن وجدت فما زالت في حدود ضيقة، مقارنة بالدول الأُخرى والتي قد تفشت فيها ظاهرة الإدمان بشكل كبير.
ولكن لا بُـدَّ لنا من اليقظة والانتباه لما يدور؛ فعدونا لئيم حقود وما قد لقاه من رجال اليمن وشباب اليمن وأطفال اليمن من قوة وحزم وبطولة جعلته يتقهقر بترسانته الحربية المهولة.
ويعد العدة لتدمير ترسانة اليمن البشرية وذلك عن طريق المخدرات بشتى أنواعها وكل ما من شأنه تدمير الإنسان اليمنى وإخراجه من سور الإيمان الذي هو حصنه الحقيقي وسياجه الواقي. وَإذَا تمكّن العدوّ من إخراج شباب اليمن من دائرة الإيمان وإدخَاله براثين الادمان. سيسهل عليه التمكّن منه والقضاء عليه وهذا ما لن يكون بإذن الواحد الأحد.
الوضع جد خطير والعدوّ متربص ولا بُـدَّ من شحذ الهمم والتعاون -أفرادًا وجماعات وحكومة ومؤسّسات- في الوقوف أمام أخطار المخدرات والإدمان وحماية الشباب، ويد الله مع الجماعة.