رانيا العسال الصوت الحُـر..بقلم/ آيات الله المتوكل
كان هذا الشعب تلو أنّاته وصرخاته يوماً بعد يوم، يتألم بحرارة أشعلت العدوّ فيما بعد، لا مُجيب ولا مُلبّي لِمَ يحدث، وبينما استمر هذا الحال، في صمتٍ موحش من قِبل عالم عربي منحط، سَمِع الشّعب أصواتاً بعيدة تهتف وتكتب “عزيز يا يمن” عزّت على قلب كُـلّ يمني، ضماداً لجراحه وأصواتاً حُرة لجانب صوته، عكس أُولئك الذين شاهدوا آلامه، أصوات الصواريخ ومنظر الأشلاء والدماء، وبكل دمٍ بارد كأنهم أمام مشهد تمثيلي واضعين رِجْلاً على أُخرى، لم يرق لهم قلب، وظلت ضمائرهم جامدة قاسية لن تحَرّكها إلا دولارات وحفنة أموال تُشترى بها كرامتهم.
حقّقت الأصوات الحرة المساندة لمظلومية الشعب اليمني نصراً كَبيراً، وتضامناً شاملاً، فما كانت تحلّ مصيبة إلا وهم أول المواسين والداعمين بأقلامهم قضيتنا، يواجهون العدوّ بكلماتهم كالسهام كما لو أن هذا الوطن وطنهم! تلمس في كلماتهم مسحة حزن على ما يعيشه المكلومين الذين تسبب العدوان في استهدافهم بكل ما يُمكنه.
واحد من هذه الأصوات التي زأرت كالأسد، وأصابت العدوّ في قلبه، كان صوت الصحفية رانيا العسال، كابوس حقيقي يهدّدهم بمنشورات ساخرة وتغريدات تضعهم في موضعهم الحقيقي بكل شجاعة، وكلّ كلماتها لا تخلو من احتقار كبير ووعي تجاه ما يفعله آل سعود.
اهتمت بما يحدث في اليمن، وناصرته مظلوماً ومنتصراً، وَأسرّ السعوديّة لها وهي ذاهبة لأداء العمرة إثبات قاطع أن من قال كلمة حق في وجهها تضعه في سجونها ليرى ويلات عذابها وسوء معاملتها، وكلّ حريات الرأي والصحافة ما هي إلا مزعومة لدى حكوماتهم الذليلة التي تريد أن يتقلص الأحرار، تنفيهم وتخرس أصواتهم، ولهذا هي الآن قضيتنا أَيْـضاً التي سنكتب ونطالب بالإفراج عنها، ونتحدث وكأننا جميعاً رانيا، نصوب الأقلام تجاه الجاني، لتنتزعهم من عروشهم الملكية العفَنة التي ثبتت على رقاب ودماء الأبرياء، وأشخاص في غياهب السجون الظالمة المتصهينة.