ماذا يعني الانتماءُ الوطني؟..بقلم/ موسى المكسبي
يعرف الانتماء على أنه تلك الحالة التي يشعر فيها الشخص بانضمامه إلى مجموعة معينة، بحيث تربطه بهذه المجموعة علاقة شخصية تكون حسية وتنعكس إيجاباً على سلوكه، أما الانتماء للوطن يتضح أَيْـضاً من خلال انضمام الفرد إلى وطنه وما يكونه من علاقة إيجابية مع هذا الوطن، بحيث تكون هذه العلاقة قوية بما يكفي كي تكون لديه الحافز والرغبة بالوصول إلى أعلى درجات الإخلاص لهذ الوطن.
يترجم هذا الانتماء للوطن من إحساس الشخص بالانتماء في داخله إلى مجموعة من السلوكيات التي يطبقها على أرض الواقع، حيثُ إنه يكون على أهبة الاستعداد النفسي والجسدي للتعبير عن انتمائه لهذا الوطن وسلوك السلوكيات الإيجابية التي تدل على ذلك، والانتماء للوطن أمر في غاية الأهميّة فهو يقوي علاقة الأفراد والمجتمع والوطن مع بعضهم البعض، وهذا يجعل العدوّ يتخوف من الاقتراب أَو المساس بأمن هذا الوطن، ويوجد العديد من الطرق التي تجسد الانتماء إلى الوطن والتي من أبرزها الحفاظ على نظافة المرافق والأماكن العامة والشوارع الموجودة على أرض الوطن، إضافةً إلى المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع، كما ويعتبر الانضباط بالقواعد العامة وقواعد العمل والقواعد السلوكية أحد أشكال التعبير عن الانتماء لهذا الوطن، ويجب على الشخص أن يمتلك أُسلُـوب الحوار الواعي عند وقوع الخلافات والنزاعات سواءٌ أكان ذلك بين الأفراد أَو الجماعات المختلفة، كما أن احترام العادات والتقاليد والأعراف الخَاصَّة بالمجتمع تجسد مدى انتماء الفرد لهذا المجتمع وهذا الوطن، ويجب على الفرد المنتمي أن يلتزم بالرموز الوطنية الخَاصَّة بوطنه مثل العلم الوطني والنشيد الوطني، إضافةً إلى ضرورة إبراز مدى الاعتزاز باسم الوطن وبتلك الرموز سواء أكان ذلك في داخل وطنه أَو خارجه.
يوجد بعض الممارسات التي تنم عن عدم انتماء الفرد لوطنه حتى وإن لم يقصد الشخص فعلها والتي من أبرزها استخدام العنف كوسيلة لحل المشكلات والنزاعات، والعمل على إشعال الفتنة بين المكونات والأحزاب المختلفة الموجودة على أرض الوطن، والتعاون مع الأعداء للإضرار بمصلحة الوطن والمجتمع، وعدم الالتزام بالقوانين بل والتمرد عليها في بعض الحالات، إضافةً إلى سرقة الأملاك والأموال العامة والاعتداء على حرمتها.
يجب على الآباء أن يعززوا عند تربيتهم أبنائهم مفهوم وقيمة الانتماء للوطن، وذلك من خلال الاسترشاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين ضرورة ذلك، والعمل على تعزيز روح الجماعة لدى الأطفال منذ الصغر عن طريق إشراكهم في الأعمال التطوعية والخيرية، إضافةً إلى تربيتهم على الانتماء بدءاً من الانتماء للأسرة والانتماء للحي والمنطقة والمدينة.