مراكزُنا حياة..بقلم/ أسماء الجرادي
لا تزال المراكز الصيفية تستقبل أعداداً كبيرة من الطلاب الذين يتنافسون في الانضمام إلى هذه المراكز التي ينتظرونها من عامٍ إلى عام؛ لما فيها من أنشطة مميزة تختلف عن تعليمهم المدرسي، أَيْـضاً هناك الكثير من الذين ينظمون لهذه المراكز هم من الذين حُرِموا من التعليم في المدارس لأسباب عِدة.
تأتي المراكز الصيفية كفرصة أُخرى جميلة تحتضن جميع الفئات العمرية لتخرج أجمل ما فيهم من إبداعات متنوعة، وكذلك تعينهم على حفظ القرآن وتجويده وقراءته بالشكل الصحيح، وكذلك تفسير معاني الآيات وأسباب النزول وتعليم الأخلاق التي حثنا عليها الله في كتابه الكريم وسيرة نبيه محمد وآل بيته وأوليائه من بعده، كما أن هذه الدورات تُفتح عقول الطلاب وتوسع مداركهم في التفكر والنظر لما يقوم به الأعداء من مؤامرات عديدة تستهدف الأمة الإسلامية بشكل عام وبلدنا اليمن بشكل خاص.
الزائر أَو المتابع لهذه المراكز يجد أن هناك حياة أُخرى جميلة ونشطة، فهو يجد فيها خلية نحل، يعمل كلٌّ في مجاله، فيها القرآن والتجويد والتحليل والمسابقات والأنشطة الرياضية والصحية والاقتصادية، وفيها تعليم عدد من المهن، وكذلك مساعدة الطلاب على إبراز مواهبهم واختراعاتهم وكذا الزيارات والرحلات السياحية التي يقومون بها لعدد من المناطق التاريخية في بلدهم لتعريفهم بحضارة هذا البلد العريق.
كما أن الدروس في هذه المراكز لم تنسَ القضية الفلسطينية والقدس الشريف، فهناك دروس توضح للأطفال أهميّة فلسطين والقدس الشريف وسط الأُمَّــة الإسلامية وما يقوم به الاحتلال الصهيوني على هذه الأرض المقدسة، الحديث عن المراكز الصيفية وما فيها من أنشطة حديث طويل لا ينتهي، ولكن بالرغم ممّا فيها من فائدة كبيرة للأجيال ما زلنا نسمع الكثير من الانتقادات والتخوف من عددٍ من الأسر من أنها مراكز تتبع فصيلاً سياسياً يقوم بتجنيدهم، ولكن لنكن أكثر وعياً ولنفكر قليلًا.
أولاً: المراكز قريبة منا وبإمْكَاننا الذهاب إليها لننظر ما يتعلمه أبنائنا فيها، وليس علينا أن نستمع إلى هذا وذاك من المغرضين والعملاء.
ثانياً: هناك وزارات وأماكن محدّدة لتجنيد وهناك الآلاف من الرجال الأبطال من أبناء هذا الوطن الذين ذهبوا طوعاً للتجنيد حباً لله ودفاعاً عن وطنهم، وقد شاهدنا الكثير من العروض العسكرية الكبيرة، فضلاً عن المقالين في الجبهات وهم أعداد كثيرة، فليس من المعقول أن يقوم هذا الطرف السياسي بتجنيد طلاب في مراكز تعليمية، أَيْـضاً لقد مررنا بـثماني سنوات ونحن نواجه عدواناً عالمياً ارتكب فينا أبشع الجرائم ومع هذا لم يكن هناك تجنيد إجباري برغم أنه من المفترض أن يكون.
ثالثاً: القبيلة اليمنية منذ قديم الزمن وهي تحرص على تعليم أبنائها استخدام السلاح فلا داعي لجلب الأفكار وصناعة أعذار وأسباب تافهة لمنع الأبناء من الانضمام لهذه الدورات الصيفية.
رابعاً: ما حصل لهذا الوطن وما يحصل للأُمَّـة الإسلامية يتطلب منا ويتوجب أن نُعلم أبنائنا إذَا لم يكن لتحرير الأُمَّــة مما هي عليه الآن فليكن لتحصين أنفسنا وبلداننا مما يسعى إليه أعدائنا وإفشال خططهم في تدمير الأوطان.
أخيراً: تذكروا أن هناك اتجاهات أُخرى متعددة سوف يتجه إليها أبنائكم إذَا لم تحتضنهم هذه المراكز، فهناك أصدقاء السوء ينتظرونهم في كُـلّ مكان ليقضوا أوقاتهم معهم ويعلموهم عددًا من الانحرافات مثل: السرقة وشرب المخدرات وارتكاب الفواحش والجرائم والتقطع والتعصب، وسوف تكونون أنتم أول من يلتمس ويعاني من أخلاق أبنائكم وتصرفاتهم الجديدة، وَكذلك هناك في الهواتف أماكن قد يلجأ إليها ابنك ويدمن عليها ليضيع من بين أيديكم وبطريقةٍ أُخرى من طرق الضياع.
فنصيحتنا إليكم أن تحفظوا أبناءكم وتسجلونهم في هذه المراكز وتشجعونهم على العلم لتروا منهم أفضل ما فيهم، فلا تستمعوا لكل من يحاول ثنيكم عن إرسال أولادكم إلى هذه الدورات، والله ولي التوفيق.