تـلبيةً لمـن يعـز عليه شعبُه، حَيَّا على المراكز الصيفية..بقلم/ كـوثر العـزي
عـلمٌ ومـنافعُ، ينابيعٌ ومـعارفُ، دُروس ومـواعظ، دورات صيفية، حقائق في الدين قد حُرفت وأحاديث قد شوهـت، دُرست قديمًا واليوم في الصيفية يعيدون التدوير، ويضعون المفاهيم الصحيحة والأحاديث الصائبة، عظماء من آل مـحمد ومن ناصرهم قد طمسوا، وآخرون وهميون لا أهدف لهـم قد درسوا، منهـج مـن مدارس آل مـحمد قد أعد ونفّذ وبات اليوم يدرس على أيادي كـادر تخـرجوا مـن نفس المدارس التي تستهدف أطفالنا حَـاليًّا، اقتباسات قرآنية، ودروس في السيرة الـنبوية، وحقائق فقهية، ومفاهيم إيمانية، عـناوين جبارة وعـداء لأعداء الله والتبرؤ ممن هـم أشد بغضاء للمسلـمين، جهاداً واستشهاد، مقاومةً وعدم الخضوع، نصرةً للقدس وتشطيب مصطلح التطبيع، تحرّر للجـزيرة العربية مـن الحـروب النـاعمة والاستسلام لـواقعهم المـرير، نصرةً للمظـلوم، وتلبيةً لنـداء الـحق، إقامة العدل، وعدم السكـوت للظالم، والأمر بالمـعروف والنـهي عـن المـنكـر، كُـلّ هذا وذاك ومـا خفي كـان أعظم تحـت لـواء “علمٌ وجـهاد” في المــراكـز الصيفية فلـن يفهـم ولـن يحسن تربيـة أبنائه إلا مـن التـحق بالمدارس الصيفية.
مسيرةٌ مـحمدية يقودهـا قائد عـلـوي، جُل همـه شعبه وعـزتـه وصموده، ارتقى لمناهل العـلم وأعالي درجـات الـعلى، يسعى جـاهدًا في نصح وإرشاد هذا الشعب، يسعى جـاهدًا في نشر الهدى ويذكـرنا إن نسينا -كـجده صلوات الله عليه وعلى آله- رؤوفٌ على المـؤمنين، حَيثُ يحثُ المـواطنين بأهميّة المـراكـز والالتحاق بهـا، في هذه الفعاليات ندشّـن ونفتتح الدورات الصيفية، التي تأتي في إطار الاهتمامات التعليمية والتثقيفية لشعبنا اليمني المسلم العزيز، الذي تمسك وواصل اهتمامه بالتعليم، والأنشطة الثقافية، بمختلف أنواعها، بالرغم مما يعانيه، من العدوان والحصار، والاستهداف الواسع، الاستهداف الذي توجّـه جزءٌ كبيرٌ منه نحو منع التعليم وإعاقة التعليم، والسعي نحو منع أية أنشطة تثقيفية وتعليمية، حَيثُ إن الدورات الصيفية -بنفسها- تلقى حصة أكبرَ من الاستهداف، وبالدرجة الأولى الاستهداف الإعلامي، والحملات الدعائية، في الصد عنها، وفي التشويه لها، وهذا يدل على أهميتها الكبيرة، وإيجابياتها، وأثرها النافع، انزعَـاج الأعداء، أعداء هذا الشعب، الذين استهدفوا أبناءه بالقتل الجماعي، واستهدفوا بنيته التحتية بالتدمير، واستهدفوا أبناءه في معيشتهم، وواقعهم الاقتصادي، وفي كُـلّ مجالات حياتهم، انزعَـاجهم الشديد جِـدًّا من الدورات الصيفية، يعبِّر ويشهد على أهميتها، يعبِّر عن أهميتها، ويشهد على أهميتها؛ لأَنَّهم لا يريدون لشعبنا أي خير؛ ولذلك ينزعجون من كُـلّ ما يساهم على بناء جيله، والارتقاء بمستواهم في العلم، والمعرفة، والوعي، والتربية الإيمانية، وغير ذلك، فلذلك يتوجّـهون عادةً بحملات دعائية، عبر وسائلهم الإعلامية، وأنشطة سلبية في التثبيط، والتخذيل والتشويه، عبر أبواقهم من الطابور الخامس، والمنافقين والذين في قلوبهم مرض، ممن يتواجدون بين أوساط الشعب، ولكنهم يفشلون، في كُـلّ عام يفشلون، تستمر هذه الدورات، وتأتي وهي متطورة إلى الأفضل، ونجاحها نحو الأفضل، بحمد الله سبحانه وتعالى، حَيثُ إن حضرة السيد القائد -سلام الله عليه-، تحدث عـن بُغض الأعداء لتلك المـراكز ومحاربتها بشتى الوسائل.
مميزات الدورات الصيفية، التي أزعجت أعداء هذا البلد، والحاقدين على هذا الشعب، أنها تأتي بدءًا في إطار توجّـه شعبنا المنطلق من هُــوِيَّته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، وهم يقلقون عندما يكون هناك تربية إيمانية أصيلة، تُربي على الحرية بمفهومها الصحيح، على العزة، على الكرامة، تُربي على الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى، والتوكل على الله جل شأنه، والاستشعار العالي للمسؤولية، والتوجّـه العملي الجاد نحو بناء حضارة إسلامية راقية، هذه أمور تزعج الأعداء جِـدًّا، وهذه الميزة ذات أهميّة كبيرة لنا جميعاً، شعباً ووطناً قيل فيه: “الإيمـان يمـان والحكمـة يمـانية”، كيف لا يستفاد مـن عطلاتـه الصيفية، ويكرس جـهوده في تدريس أجيال القرآن، وأحفاد الأنصار، وجيل راهـن عليه قائد الثـورة وتحدى الأعداء فيه، كيف لا يحق لنـا أن نرسلـهم في بحـار التـعليم ليرسوا في شواطئ التسلح بالإيمـان، والتحدي لـكُل غـزوات الغرب سواءٌ أكـانت تكـنلوجية أَو عسكرية أَو حـتى ناعمة، أبناؤنا أمانة في أعناقنا؛ فوجب علينا الحفاظ عـلى تلك الأمانات، وتحصينها مـن شهوات هذه الدنيا والغوص في ملذاتهـا، والغرق في المعاصي، والسقوط في هاوية الهلاك، فـأمريكا تسعى في إفساد المجتمعات والتمكين من غرس أنيابها لـينشر سمهـا ويفتك بدين الأمم، ويفسد انتمـائها، فالمـراكـز ليست إلا تحصينٌ لأطفالنـا من ضياع الوقت في الشوارع وفي المواقع الرذيلة، وغيرهـا من وقت العطلة الصيفية، وتعليمهم علماً يفيدهم في حياتهم وتذكيرهم بالخـلود في نهـاية المطاف: إمـا نـارٌ حاطمة، أَو جنـةً قطوفها دانية، نحـنُ في زمـن تكلـم عـنه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- قائلاً عنـه: “جـاهليته أشدُ مـن الجـاهلية الأولى”، ونحـنُ في صراع مُستمرّ وقائم حتى قيام الساعة، فالحق يريد رجـالاً أشداء في البصيرة وأقوياء العـزم عظيمو الإرادَة، رضعوا عشق الشهادة، وتربوا على حب الجـهاد، فالدنيا قد تزين معاصيها، وتغري الأنفس بالمـال وبيع العرض والدين وإحراق الشهائد العربية والإسلامية؛ فواجب على كُـلّ أسرة يمنية حـرة -تـريد إبقاء الهُــوِيَّة اليمنية هُــوِيَّة لأجيالهـم، وتزين الكـرامـة حياتهـم، ويجعل القرآن دستور حياتـهم- إلحاقهم بالمدراس، وتشجيعهم على الاستمرار، تلبيةً لنـداء من يعز عليه شعبه، سنلبي النداء، ونشحذ الهمم، والعاقبة للمتقين.