ارتقاءُ الأُمَّــة الإسلامية تُجسِّدُه المراكزُ التربوية..بقلم/ فاطمة عبدالملك إسحاق
مساجد ومراكز ومدارس في القطاع العام والخاص، شُرعت أبوابها على مصراعيها أمام أطفال اليمن، تستقبل فيها كُـلّ أطياف وفئات المجتمع، لسد فراغ عطلتهم الصيفية، بترسيخ الهُــوِيَّة الإيمانية في عقولهم وقلوبهم؛ لمواجهة تضليل أبناء هذه الدولة المقاومة لعدوها، وعدو الأُمَّــة الإسلامية وتصحيح المعتقدات التي يحاول اليهود وأعوانهم في ترسيخها؛ لخدمة أهوائهم وتدمير المبادئ والقيم المستمدة من القرآن الكريم، التي يتمسك بها اليمنيون، ذلك كان ملموساً وملحوظاً في تدفق الطلاب نحو المراكز الصيفية في معظم المحافظات والمديريات.
الخطط المرسومة والإعداد للبرامج المتنوعة المتكاملة، والجهود التي كانت ولا زالت جهوداً جبارة؛ من خلال ما رأيناه في التدشين لتلك المراكز في هذا العام الذي لم يكن كسابقته من الأعوام، هي الصفعة المؤلمة جِـدًّا آثرها واضح، في شن الهجوم الإعلامي الذي يحرض على ترك المراكز الصيفية، وتقليل الأعداد التي تلتحق بالمراكز، عدم الجدوى من تصنيف الأمم المتحدة لأنصار الله منتهكي حقوق الأطفال؛ فالواقع يحكي أموراً تختلف عَمَّا تدَّعيه.
كل الأطفال الذين سارعوا للتسجيل، وجدوا أنفسهم في المراكز الصيفية تنمية لإبداعاتهم ومهاراتهم في مختلف المجالات؛ من خلال الأنشطة المتنوعة التي تمكنهم من ممارسة هوايتهم، التي لم يستطيعوا ممارستها أثناء المدة الدراسية، وجدوا ذواتهم عند تشجيعهم على الارتقاء والتقدم؛ ليكون لهم دوراً في بناء مجتمع يسوده الإيمان والعدل والمساواة.
مشاركتهم في المسابقات الثقافية، تزيدهم علماً ومعرفةً، تصنع فوارق كبيرة من الوعي والبصيرة في حياتهم.
القنبلة الموقوتة التي يهابها الصهاينة، كما وصفوا على ألسنة أدواتهم هي الفكر الصائب الذي يحكيه القرآن، يحثنا على مواجهة اليهود والصد لهم بكل ما نملك من قوة، أهم القوى التي يتم تدريسُها في المراكز الصيفية؛ هي الرجوع لله عز وجل ولكتابه ورسوله وآل بيته -عليهم أفضل الصلاة والسلام-، والتوكل على الله في كُـلّ الأمور؛ ليمنح الله الشعب اليمني مساندة إلهية، لا يعطيها إلا لأوليائه من المؤمنين.
كلّ ما تحمله المراكز الصيفية من أنشطة تعليمية وثقافية وتدريبية ورياضية وزراعية وإبداعية؛ هي غيث انهمر على كُـلّ أسرة متعطشة؛ لتثقيف وتشجيع مواهب وإبداعات أبنائها، خوفاً من أن يكونوا ضحايا الحرب الناعمة، من خلال سد أوقات فراغهم أثناء الإجازة بالأجهزة الإلكترونية الهدامة للأخلاق والدين والإنسانية، عند استخدامها بالشكل الخاطئ في ظل انعدام الوعي؛ فالعدوّ يستهدف الأطفال بالدرجة الأولى.
لتنشأ أجيالٌ وفق ما يرسم المحتلّ لها: إبعادهم عن القرآن الكريم وكلّ ما جاء به، إغراؤهم بالدنيا وملذاتها، ونزع الوازع الديني؛ ليتحول من عبد لله إلى عبد للشيطان، ذلك مبتغاهم، تعمل المراكز الصيفية على محاربته بإنشاء أجيال؛ تعرف الله وتسعى لنيل رضاه والفوز بالجنة، التي لا ينالها كُـلّ من صد عن كتاب الله.
كُـلّ مركز تربوي محتواه القرآن، وبناء الأجيال المثقفة، مساندة لبناء الوطن، لتزداد الأيدي العاملة نهوضاً بالدولة إلى أرقى مستوى من التقدم والازدهار، ستكون قوية محصنة بالقرآن، لا تهزمها أية قوة بشرية ولا حصار دولي.
كلّ ما تحمله المراكز الصيفية، لا يمكن أن يقف ضده، إلا كُـلّ خائن وبائع للوطن هو عدو للسلام وعدو للدين، فكيف لمؤمن يحب وطنه ودينه أن يُحارب القرآن؟ وأن يثبط الأطفال من تُعلمه وتدبُره وتطبيقه؟ كيف لمسلم أن يرفض التعرف على الله ورسوله بالمفاهيم والأحاديث الصحيحة؟ كيف يمكنه أن يمنع الأطفال من ممارسة هواياتهم في هذه الفرصة، التي أتيحت للجميع من مختلف الطوائف والمذاهب والأحزاب والفئات!!