النكبةُ الفلسطينية في الذكرى الـ75.. الجريمةُ مُستمرّة
المسيرة | متابعات
يُحيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات اليوم الاثنين, الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية في الوقت الذي يخوض فيه النكبة بكافة فصولها يوميًّا في مناطق متفرقة من الضفة والقدس وقطاع غزة، حَيثُ يمارس الاحتلال كافة أشكال التنكيل والجرائم من سياسات التطهير العرقي والتهجير ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والإعدام الميداني والاجتياحات والتضييقات على الشعب الفلسطيني.
النكبة هذا العام وبالرغم من كافة الجرائم التي يمارسها الاحتلال إلَّا أنها جاءت بنشوى الانتصار، وخَاصَّة بعد أن خاض مقاتلو سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حربًا تكتيكية أرضخت الاحتلال وجعلته يدفع الثمن ويستجدي التهدئة، وأوصلت رسالة بأن الجرائم التي يقترفها لا يمكن أن تمر دون محاسبة.
الجهاز المركزي للإحصاء أصدر تقريرًا بشأن اللاجئين، حَيثُ أكّـد أن عدد اللاجئين المسجلين لدى الأونروا في كانون الأول عام 2020م، بلغ حوالى 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو مليونين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إحصائيات:
وأوضح “الإحصاء”، لمناسبة الذكرى الـ75 للنكبة التي تصادف في الخامس عشر من أيار أن حوالى 28.4 % من اللاجئين المسجلين لدى “الأونروا” يعيشون في 58 مخيمًا رسميًّا تابعًا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين؛ باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949م, حتى عشية حرب حزيران 1967م “حسب تعريف الأونروا” ولا يشمل أَيْـضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أَو تم ترحيلهم عام 1967م, على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.
النكبة تطهير عرقي:
وقد شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني؛ لما مثلته وما زالت من عملية تطهير عرقي، حَيثُ تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد 957 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948م, في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، حَيثُ انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلًا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال “الإسرائيلي” عام النكبة، وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
وسيطر الاحتلال الصهيوني خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حَيثُ تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة بحق الفلسطينيين، أَدَّت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وما زالت المجازر مُستمرّة حتى يومنا هذا.
تضاعف الفلسطينيون نحو 10 مرات:
بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914م, نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8 % فقط منهم، وفي عام 1948م, بلغ عدد السكان أكثر من مليونين حوالى 31,5 % منهم من اليهود، وتدفق بين عامي 1932م, و1939م, أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940م, و1947م, أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932م, و1947م, ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ عام 1948م, وحتى عام 2022م, تدفق أكثر من 3,3 مليون يهودي.
ورغم تهجير نحو مليون فلسطيني عام 1948م, وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران 1967م,، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14,3 مليون نسمة في نهاية عام 2022م، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948م, حوالى نصفهم (7,1 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1,7 مليون في المناطق المحتلّة عام 1948م).
مئةُ ألف شهيد منذ نكبة 1948م:
بلغ عددُ الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948م, وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مئة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 31/12/2022م, حوالى 11,540 شهيدًا.
ويشار إلى أن عام 2014م, كان أكثر الأعوام دموية، وسقط خلاله 2,240 شهيدًا منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال عام 2022م, فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 231 شهيدًا منهم 56 شهيدًا من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 آلاف جريح.
وقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 4,900 أسير حتى نيسان عام 2023م, (منهم 160 أسيرًا من الأطفال، إضافة إلى 31 أسيرة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال عام 2022م, باعتقال حوالى 7,000 مواطن في كافة الأراضي الفلسطينية من بينهم نحو 882 طفلًا و172 سيدة، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري بحق مواطنين لم توجّـه لهم أي تهمة 850 أمرًا.
كما تشير البيانات إلى وجود 554 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و1000 معتقل إداري.