(لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).. بقلم/ يونس عبدالرزاق
كثيرةٌ هي الآياتُ التي تصفُ جُبْنَ اليهود وشدةَ خوفهم، هكذا هم اليهود أذلاءُ صاغرون ضعفاء، نحن نشاهدهم اليوم في فلسطين يفرون يهربون من الشوارع، من المباني، من الطرقات، كبيرهم صغيرهم، جنديهم، وكذلك قياداتهم يولون الدبر هم ذليلون ضعفاء، هم زرعت فيهم الذلة لا يقدرون على المواجهة، قال تعالى: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جميعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضبٍ من الله في القرآن الكريم، هم مشتتون تظهر حقائقهم اليوم في أية مواجهة، سرعان ما ينكشفون على حقيقتهم، اليوم صواريخ المقاومة ترعبهم، تخيفهم، يهرعون إلى الملاجئ تاركين كُـلّ شيء، اليوم ذَلك الجندي هو يخاف من ذَلك الطفل الفلسطيني الذي يحمل الحجارة، يخاف من تلك المرأة التي تلبس الحجاب.
كما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي، في ملزمة مسؤولية طلاب العلوم الدينية: نحن من نقول: [نحن مستضعفون، نحن ضعاف، لاحظوا كيف أُولئك] ننسى أن الله في القرآن الكريم عرض لنا أمثلة كثيرة على أن الله غالب على أمره، ارتبِط وثق بمن هو غالـب على أمره؛ فإذا ما ارتبطت ووثقت بمن هو غالب على أمره، بمن لا يستطيع أحد أن يهدي إلى ما يهدي إليه.
نحن قلنا في كلام بالأمس مع بعض الإخوان إنه من الأشياء العجيبة أن الله سبحانه وتعالى -وهو يحدث الناس عن أعدائهم في مجال تأهيل المؤمنين لمواجهة أعدائهم- يخبرهم بأن أُولئك الأعداء على هذا النحـو: {لَـنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111).
هل أحد يستطيع من ضباط المخابرات الأمريكية، أَو مخابرات أية دولة مهما كانت تمتلك أدق الأجهزة، وأكبر الخبرات في هذا المجال، هل أحد منها يستطيع أن يرفع قراراً إلى البيت الأبيض بأنه في حالة المواجهة مع إيران، أَو حالة المواجهة مع طرفٍ ما [فَــإنَّهم لن يضروكم إلا أذى، إن أُولئك المسلمين لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون]، هل أحد يستطيع؟ كلها احتمالات، نحاول أن نعمل كذا، ربما؛ مِن أجل يحصل كذا، لكن الله هو مـن يقطـع؛ لأَنَّـك ارتبطـت بمـن هـو عالـم الغيـب والشهادة، بمن هو عالم بذات الصدور، بمن هو عالم بالإنسان، بخصائص نفسه، بمن بيده ملك السموات والأرض، يهيئ ويغير، كُـلّ ما في السموات والأرض بيده، أنفس الناس بيده، هو من استطاع أن يملأ قلوب المشركين رعباً في بدر، أليس كذلـك؟ هـل أحد يستطيع أن يرفع قراراً كهذا؟