انتصارُ غزة والمقاومة تتصدَّرُ المشهد.. بقلم/ مرتضى الجرموزي
رغم الألم والجراح ومع الأحزان والوجع الذي أحدثه الحقد الإسرائيل بتواطؤ أنظمة التطبيع والخيانة العربية بحق أبناء غزة، في عدوانه على المقاومة والشعب الفلسطيني والتي راح ضحيتها عدد من القادة، بالإضافة إلى عدد من الشهداء جلهم نساء وأطفال.
خمسة أَيَّـام كانت كفيلة بأن يُكتشف العالم بما فيها الأنظمة والشعوب العربية بحقيقته المرة والتي طالما تشدقوا بالإنسانية وتستروا بجلباب حرية الشعوب وفق مواثيق الأمم المتحدة، التي لم نرها يوماً أن وقفت إلّا مع الجلاد تدين الضحية وتدعوه إلى تغليب العقل ومبدأ الحوار والتفاوض، بينما يستمر الجلاد بالقصف والقتل والتدمير الممنهج والخبيث يستهدف عبره كُـلّ ما له صلة بالإنسانية وبالشعوب المستهدفة.
العدوان الإسرائيلي على غزة ومقاومتها أثبت أن السلام لن يتأتى ولن يحصل عليه إلّا بالسلاح، فكما ينتهج العدوّ عدوانه وغطرسته ضدك فمن واجبك وإن أردت السلام فأحمل السلاح جهاداً ومقاومة تدفع بها شر المعتدين، به تحفظ الكرامات وتسترد الحقوق وتطهر الأرض والعقيدة من دنسهم وخبثهم وتصون الأوطان لتبقى ذات سيادة واستقلال.
اليوم ومع الحملة الإسرائيلية الكبيرة والعدوانية على شعب ومقاومة غزة، فقد كان رجال وقادة وأبطال المقاومة في غزة العزة عناوين تتصدر نشرات الأخبار؛ لما بذلوه من تضحيات جسيمة وقدموا قرابين كبيرة، قادة مجاهدين لقّنوا فيما مضى العدوّ الإسرائيلي «الكيان المؤقت» الدروس الصاروخية والمسيّرة، وكشفت من خلال رشقاتها وعملياتها الهجومية عورة العدوّ وهشاشة القبة الحديدية التي طالما راهن عليها كَثيراً.
وفي خضم العدوان الأخير على قطاع غزة المحاصر؛ فقد أثبتت المقاومة بكافة فصائلها عُلُوَّ كعبها وتطوُّرَها العسكري الحديثَ والمتسارع، والذي كان صاحبَ اليد الطولى في ردع العدوّ وهو يمطر مدن فلسطين المحتلّة المستوطنات بمئات الصواريخ دفعات متتالية، أرهقت العدوّ وعطلّت منظومته الدفاعية «مقلاع داوود» التي فشلت بما يفوق 80 % من إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة باتّجاه المدن المحتلّة بما فيها تل أبيب، لتحدث وجعاً كَبيراً وإصابات مباشرة في البنايات والمؤسّسات سقط على إثرها عدد كبير من الصهاينة قتلى وجرحى يتحفظ العدوّ الإسرائيلي عن الكشف عنهم.
“ثأر الأحرار” عملية دفاعية نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كرد على اغتيال عدد من القادة والمجاهدين وكذا الضحايا المدنيين.
عملية كهذه أرهقت العدوّ وأرغمته للمطالبة بوقف الحرب بعد أن حقّقت المقاومة هدف الرد والانتقام والثأر للشهداء، الذين ارتقوا بروح وريحان إلى جنة الفردوس، تحلق أرواحهم الطاهرة بطمأنينة وهم يرون ثمار ما زرعوه يتساقط حمماً بركانية على تل أبيب والمستوطنات، لتعلن هذه الخمسة أَيَّـام انتصار المقاومة وانتصار غزة والداخل الفلسطيني المحتلّ وانتصار كُـلّ أحرار وشرفاء العالم.
انتصرت غزة وتصدرت المشهد وكانت عملية ثأر الأحرار ناقوس خطر يتهدّد الصهاينة وإشعاراً مسبقاً أن القادم سيكون أشد إيلاماً ووجعاً للصهاينة ومن يقف ويطبع معهم ومن يراهن على حماية إسرائيل له.
القادم أعظم بعون الله، ودماء الشهادة القادة ورفاقهم وعوائلهم وكلّ شهداء فلسطين، هي من ستصنع الانتصار وتذل الأعداء لتُردّ على العدوّ عملية ثأر الأحرار وتطهير الأرض الفلسطينية، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.