أطفالُ الحجارة أصبحوا رجـالَ الصواريخ.. بقلم/ الاعتزاز خالد الحاشدي
أطفال صغار كانوا يحاربون عدوهم بسلاح بسيط، كان ذلك السلاح هو كُـلّ ما يمتلكونه في أيديهم، ولكنه كان فعّالاً أمام بني صهيون، كانوا يفضلون ذلك السلاح للمقاومة خير من السكوت والخنوع وتسليم بلدهم لأشر القوم غضباً عند الله، ذلك السلاح الذي قاوموا به حتى كبروا وأصبحوا رجالاً يصنعون الصواريخ التي أصبحت تستهدف مواقع العدوّ الإسرائيلي، وتجعله يرتعد من تلك الهجمات الضارية.
رجال الصواريخ هم أُولئك الأطفال الذين كانوا أطفال الحجارة، فرق شاسع بين أطفال الأمس ورجال اليوم، الذين كانوا يحاربون بالحجارة، وها هم اليوم يقاتلون بالأسلحة المطورة، كيف حدثت كُـلّ هذه التغيرات، وما سبب ذلك؟!
كيف كانوا وكيف أصبحوا، ما السر وراء ذلك؟
إنه توفيق من الله، ورعايته وفضله على أُمَّـة رفضت التخلي عن مقدساتها وأراضيها، التي تساوي جميع أملاك هذه الدنيا، وصدق الحق حينما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
من أهم أسباب تحول أطفال الحجارة إلى رجال الصواريخ هي: السريات المتواجدة لديهم، والتكتم عن كُـلّ تحَرّكاتهم وإنجاز كُـلّ خططهم ومهامهم بسرية تامة، وذلك مما جعل الكيان الصهيوني في حيرة من أمره ومما يحصل من حوله، ولم يستطع الوصول إلى مقراتهم أَو أماكن تواجد أسلحتهم، رغم إمْكَانيته العظيمة التي يمتلكها.
أيضاً ثقتهم بالله، وتوكلهم عليه من أهم منطلقاتهم التي تحَرّكوا عليها، دون خوف مما قد يترتب على انطلاقتهم من نتائج أو عواقب وخيمة.
وكان دافعهم الأقوى والأهم الذي جعلهم يتحَرّكون بجد واهتمام، هو تحرير أرضهم وشعبهم، من تسلط اليهود عليهم واحتلالهم والسيطرة عليهم، فهذه البلدة محرمة على اليهود دخولها كما حُرمت مكة عليهم.
وها هم إخوتنا الفلسطينيين يلقنون بني صهيون أشد الهزائم، وينكلون بهم في جميع مواقعهم، ويستهدفون حصونهم بصواريخهم التي صنعوها لمواجهتهم، وقريباً سيكون موعدهم، نصر من الله وفتح قريب، ومهما خذلهم العرب نحن معهم، وما مسكم من سوء كأنه فينا، وما بُشرتم به من نصر فهو يعد نصراً لنا ولكل محور المقاومة، فالجرح واحد والمعاناة واحدة، ويمن الإيمان بقائدها الشجاع العظيم دوماً معكم جنباً إلى جنب.