هو الغضب اليماني الذي سيحرقُ مستكبري العالم.. بقلم/ دينا الرميمة
سنوات ثماني من عمر الحرب على اليمن لم تكن كافية لإشباع رغبة أمريكا ونزعتها الانتقامية من اليمن ولم ترتوِ من دماء شعبها؛ ومما تسببت لهم فيها من مآسٍ ومعاناة، وَما زالت جاهدةً وبكل ما أوتيت من قوة تسعى لإفشال أي مسعى للسلام ينهي هذه الحرب التي من عاصمتها واشنطن أعلنت وَكبرها وإثمها تولت، بتنفيذ وتمويل سعوديّين!!
وما ذلك إلا كونها المستفيد الأكبر من هذه الحرب الانتقامية التي ظنت أنها ستعيدها إلى العرش اليمني للتحكم بسيادة اليمن وشعبه، وَمنها ومنهم اتخذت سوقاً لبيع مخزونها العسكري الذي در عليها الكثير من الأموال وبه نمى اقتصادها، أضف إلى ما ربحته من السعوديّة التي باتت عرضة لابتزازها الخبيث تحت ذريعة الحماية، وهي التي لم تكن إلا منفذاً لأوامرها، التي جعلتها عرضة للغضب اليماني الذي كلفها الكثير وأنهكها اقتصاديًّا وأمنيًّا، أضف إلى خسارتها هيبتها ومكانتها كدولة راعية للإسلام والمسلمين بعد أن تحولت إلى خنجر مسموم مسلط على كُـلّ من يخالف أمريكا وسياستها بفعل سياسة أميرها المحموم بحمى العرش الذي بيد أمريكا وضعه عليه.
ومع أن السعوديّة أدركت خطأها بدخولها هذه الحرب وباتت تبحث عن مخلص ينجيها من مغبة استمرارها وباتت تتقرب للعدو قبل الصديق ليكون وسيطاً لها في اليمن يخرجها من هذه الورطة إلا أن ذلك لم يكن لها ولن يكون؛ كون زمام أمرها بيد أمريكا التي تقف بكل قوتها لتأجيج نيران هذه الحرب، وما تريده هو المراوغة بسلام زائف عبر هدن تضمن سلامة الاقتصاد السعوديّ العائد جزء كبير منه لخزينتها.
أما اليمنيون الذين لا تزال صدورهم ممتلئة بدخان الغارات السعوديّة والبارود الأمريكي إلى جانب ما يملأها من معاناة وَغضب ممن تسبب فيها، فقد أعلنوّها أنهم دعاة سلام كما هم بالوقت ذاته رجال حرب، لن يكفوا عن القتال لانتزاع حقهم بالسيادة على أرضهم ورؤيتها خالية من أي أثر من آثار الاحتلال، وإن السلام المنقوص لا يعنيهم، حَيثُ وَطيلة عام لم يروا له إلا بعض أثر؛ بفعلِ الهُدَنِ متمثلًا في تخفيف جزء من الحصار.
وكما أكّـدوا على أحقية شروطهم المطروحة والمتمثلة بالملف الإنساني الذي يشمل بإنهاء كُـلّ مظاهر الحصار البري والبحري والجوي وتسليم الرواتب أولاً وإعادة الإعمار وإزالة ما تركوه من تشوهات وعاهات على محيا الأرض اليمنية ورفع أياديهم الخبيثة ونواياهم السيئة عن اليمن وإنهاء الحرب ثانياً، وإلا فَــإنَّ اليمن لن يدوم صبرها طويلاً وستكون الحرب التي سيختنق بدخانها العالم الذي اختار أن يكون للظالم عوناً، واتخذ من الصمت موقفاً، وباع ضميره على عتبات خزائن أمواله.
جاء ذلك على لسان رئيس المجلس السياسي المشير مهدي المشاط، في رسالةٍ شديدة اللهجة إلى أرباب الحرب ورأس حربتها أمريكا وبريطانيا بأن استمرارهم في تأجيج نار الحرب وإفشال السلام ومساعيه؛ فَــإنَّ نارها لن تضر اليمن وحدها إنما هي نار في الهشيم ستحرق العالم بأسره.
وما على السعوديّة وأربابها إلَّا أن يتلقفوا هذه الرسالة بجدية ويلتقطوا الفرص السانحات التي وهبتها لهم اليمن وبالذات السعوديّة؛ كونها المتضرر الأكبر من الحرب وما عليها إلَّا أن تصم آذانها عن أوامر أربابها وتستمع لصوت السلام، الذي سيقيها شر أمريكا أولاً والغضب اليمني أولاً وأخيراً؛ باعتبارها طرفاً في هذه الحرب لا وسيطاً كما تريد تسمية نفسها، ليدركوا جميعهم أن اليمن بلد له سيادته واستقلاله لا حديقة خلفية لمؤامراتهم وأحقادهم.