لماذا ينزعجُ الأعداءُ والمرتزقة من الدورات الصيفية؟
المسيرة – محمد الكامل:
تتواصلُ الدوراتُ الصيفية بوتيرة عالية في العاصمة صنعاء وعمومِ المحافظات، حَيثُ كان لافتاً حرصُ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ودعوته للاندفاع نحو الدورات الصيفية؛ لما لها من فائدة تعود بالنفع على المجتمع، مؤكّـداً أن اهتمام الشعب اليمني بالدورات الصيفية في ظل الاستهداف الكبير له، يقدّم رسالةً كبيرةً لأعدائه، بأنه ثابت ومُستمرٌّ وقوي ويواصل مسيرته الإيمانية رغم أنف الأعداء.
وأوضح قائد الثورة في كلمة له بمناسبة تدشين الدورات الصيفية، “أنه لا يخفى علينا جميعاً كم دمّـرت من مدارس واستهدفت من جامعات ومساجد من قبل تحالف العدوان، وكيف استهدفت العملية التعليمية في كُـلّ مراحلها ومجالاتها بالحصار الذي جزء منه يستهدف التعليم، وكيف تستهدف الأنشطة التثقيفية بحملات دعائية وإعلامية واسعة ومكثّـفة؛ بهَدفِ إبعاد الناس وثنيهم عنها والتشكيك فيها والسعي لصد الناس عن الإقبال عليها”، لافتاً إلى أن الجهات الرسمية معنية بالإشراف على هذه الدورات؛ لأَنَّ البعضَ قد يسعى للاختراق بإقامة دورات بطريقة مختلفة، بعيدة عن الرعاية والاهتمام والإشراف الرسمي والبعض لا تزال لهم ارتباطات بتحالف العدوان أَو بمن هم جزء من التحالف، ما يتطلب أن يكون هناك حذر وانتباه واهتمام أوسع.
ولم يكتفِ العدوانُ الأمريكي السعوديّ باستهداف المدارس والجامعات وقصف المساجد بطائراته العسكرية وتدميرها بشكل ممنهج على مدى تسع سنوات من عمر العدوان الأمريكي السعوديّ، بل قوبلت الدورات الصيفية بالكثير من محطات وحملات التشويه الإعلامية الشرسة قادتها وسائل إعلام تابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، أَو من مرتزِقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر شاشات التلفزة، وعبر وسائل الإعلام المختلفة؛ فمرة أطلقت عليها اسم “المراكز الصيفية الحوثية”، وتارةً اتهمتها بأنها أوكار تهدف إلى تسميم أفكار الجيل الناشئ، بل واعتبروها شكلاً جديدًا من أشكال حرب المليشيات ضد أطفال اليمن حسب وصفهم.
الدورات الصيفية وهي، إذ ركزت على تصحيح تلك الثقافات وتعديل السلوكيات الخاطئة، وبذلك تكون قد حقّقت نجاحاً كَبيراً ونصراً واضحًا، بل باتت هذه المراكز أُسلُـوباً من أهم أساليب مواجهة هذا العدوان الأميركي الغاشم لا سِـيَّـما مع هذا الإقبال الكبير من الملتحقين بها.
لقد انزعج الأعداء كَثيراً من الزخم والاهتمام الذي حظيت به مراكز الصيف؛ لأَنَّ الأعداء يؤملون أنهم وإن فشلوا في مواجهة الجيل الحالي، فسيحاولون استهداف الجيل القادم، فيفصلونه عن هُــوِيَّته، ليسهل عليهم ضربه عسكريًّا وغيره، ولهذا جن جنون العدوان الأميركي السعوديّ من النجاح البارز والاستثنائي للدروس الصيفية.
تشويه مكثّـف:
وعلى الرغم من محاولته إيقاف نشاط المراكز وبناء حواجز بين المدارس الصيفية والمجتمع عبر تشويهها بدعاوى إعلامية مضللة إلا أن أهالي الطلاب والمجتمع لمسوا ثمارها في أبنائهم، واستمر زخمُ المراكز والإقبالُ عليها حتى انتهاء الدورات الصيفية.
ويوضح مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، أن الأعداء يستهدفون التعليم بشكل عام والتعليم النوعي بشكل أخص التعليم؛ لأَنَّ الأعداء يرون في المجتمعات الجاهلة والمتخلفة هدفاً سهلاً، وشعباً قابلاً للتطويع والتسيير، وانتزاع ثرواته وحقوقه والسيطرة عليها، وبالتالي تسيير هذا الشعب والعبث بحاضره ومستقبله.
ويؤكّـد مفتاح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أن “التعليمَ النوعيَّ مثل ما يحصل في الدورات الصيفية هو تعليمٌ يخلُقُ مستوى كَبيراً من الوعي، وقدرةً علمية وفكرية وثقافية متميزة لدى المتعلمين؛ ما يجعل الأعداءَ أكثرَ حرصاً على محاربة هذا النوع من التعليم؛ لأَنَّ هناك حرباً لقيم ومبادئ ومرتكزات يقوم عليها المجتمع المسلم”.
ويشير إلى أن “ما يحصل في اليمن من اهتمام بتنمية ملكات الطلاب ومستواهم العلمي والفكري والثقافي أثناء العطل الصيفية هو عبارة عن أكبر ورشة تطوعية يقوم بها المجتمع، وأكبر نشاط تطوعي يقوم به المجتمع، للتعليم النوعي الذي يخلق هذا المستوى من الثقافة الإسلامية والقيم الدينية العظيمة”.
ويضيف: “وبالتالي الأعداء يحرصون على محاربة هذا العمل، ومع ذلك رغم هذا الحرب الكبيرة والشرسة والدعايات المغرضة إلا أن الدورات الصيفية تتوسع والاقبال عليها يتسع عاماً بعد عام، بل والمشاركة فيها من قبل الدارسين تتوسع بشكل كبير جِـدًّا، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن تتوسع في الأعوام القادمة بشكل أفضل، وأن تتطور إلى مستوى أعلى، وأن يشارك فيها مستويات تخصصية متنوعة جِـدًّا بجانب الثقافة الإسلامية والثقافة الوطنية والعلوم الشرعية”.
ويزيد بالقول: “قد تأتي الدورات الصيفية أَيْـضاً حتى تشمل حتى الجوانب التخصصية وطلبة الجامعات والمعاهد التخصصية وغيرها، بحيث تعطي هؤلاء ما لم يتمكّنوا من إدراكه أثناء الدراسة الرسمية.
من جانبه يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان، أنه “لم يكن غريباً أن تمارس دول العدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي ومن لف لفيفها من المرتزِقة والمنافقين الحرب الإعلامية وحملات التشويه والإساءَات والتحريض المنظم على المراكز الصيفية”.
ويشير عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن “الأمريكي واليهود بشكل أَسَاسي حاولوا محاربة هذه المراكز منذ وقت مبكر عبر خطط ومسارات واسعة من الحرب الثقافية والتضليل والتشويه الإعلامي التي تسعى لإبعاد مجتمعنا اليمني والأجيال الناشئة عن التفاعل معها وبرامجها التعليمية القرآنية المهمة”.
ويوضح أن “اليهود ضمن أولوياتهم في حركتهم وسياساتهم المعادية تجاه شعبنا اليمني والأمّة الإسلامية بشكل عام يكمن في إبعاد الشعوب والأجيال، خُصُوصاً عما يربطهم بالقرآن الكريم وعلومه ومنها تعاليمه الجهادية التي تنتج أجيالاً متسلحة بالوعي والعلم القرآني واستبدال ذلك بجرفهم إلى مستنقع الضلال، والتيه، والفساد الثقافي، والأخلاقي”.
ويضيف أن “اليهود والأمريكي والبريطاني وكذلك أدواتهم السعوديّ والإماراتي لا يريدون لأجيال شعبنا اليمني أن يرتبطوا بالثقافة القرآنية أَو أن يخرجوا جيلاً واعياً متسلحاً بالقرآن والإيمَـان؛ لأَنَّهم يرون في هذا التحَرّك تهديداً ساحقاً لمخطّطاتهم ومشاريعهم ومؤامراتهم المعادية لليمن والأمّة الإسلامية وهيمنتهم؛ فهم يريدون فقط جيلاً منهزماً فاسداً مفرغاً من أية قوة ثقافية وجهادية وأخلاقية”.
ويزير بالقول: “وبالتالي كان واضحًا جِـدًّا حالة الجنون والسخط والاستنفار الكبير لتحالف الأعداء من المراكز الصيفية ومن واقع دورها الكبير في تعليم أجيال شعبنا اليمني الثقافة القرآنية وتحصينهم من ثقافات الضياع والإفساد والانحلال”، مؤكّـداً أن الأعداء باشروا هجماتهم الإعلامية وحملات التشويه والتحريض في كُـلّ قنواتهم ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أنهم استنفروا في هذا العام كُـلّ أبواقهم من المرتزِقة والمنافقين لشن أوسع حملات تشويه إعلامية ضد هذه المراكز، مبينًا أن حركة الأعداء ونشاطهم المعادي للمراكز الصيفية هي انعكاس على واقع انهيار طموحاتهم ومؤامراتهم التي يريدون من خلالها تدمير أجيالنا وضرب قوة شعبنا اليمني وعقيدته ووعيه القرآني والإيماني؛ لذلك فهذه المراكز هي مهمة جِـدًّا وتمثل محطات مفصلية لتنشئة أجيالنا على ثقافة القرآن.
حملات مسعورة:
من جهته يعتقد الكاتب الصحفي عبدالسلام النهاري، أن “ضجيج المرتزِقة والأعداء ودعاياتهم الكاذبة واستهدافهم السنوي المعتاد للمراكز الصيفية يعكس حجم رعبهم وعظمة تخوفهم وقلقهم من هذه المراكز التنويرية والتوعوية لأبنائنا الطلاب، وتعد أَيْـضاً دلالات واضحة على تخوفهم من تنشئة أجيال واعية ومحصنة بثقافتها القرآنية وأصالتها اليمنية وهُــوِيَّتها الإيمانية، مُشيراً إلى أن هذا يفشل أهدافهم في تجهيل النشء وغزوه فكرياً ومسح ثقافته الأصيلة وهُــوِيَّته الإيمانية واستبدالها بثقافة الانحراف والانحطاط والضياع”.
ويضيف النهاري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه “من حَيثُ الأسباب التي تدفع الأعداء في الداخل والخارج والمرجفين والمثبطين إلى حملاتهم المسعورة ضد الدورات الصيفية فهو؛ لأَنَّ هذه الدورات تحصن أبناءنا الطلاب وترفع من وعيهم وتجعلهم عاجزين عن استهدافهم بأي شكل من الأشكال”.
ويوضح أن “هذه المراكز تهدف إلى ترسيخ الهُــوِيَّة الإيمانية المستمدة من القرآن الكريم وروح الدين الإسلامي الحنيف، إضافة إلى أن الطالب يحظى بالوعي ويتربى على منهج الإسلام وتزكية النفس وعلى التربية على مكارم الأخلاق، ويحظى بأنشطة ترفع من مهاراته وقدراته الشخصية وتعزز كفاءته في تلك المهارات التي تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة، مُضيفاً كما أنه يتثقف بثقافة القرآن الكريم التي هي أسمى ثقافة وأرقى ثقافة يتعلم منها مفاهيم الإسلام وقيم الإسلام وكيف يستعد الإنسان المسلم لبناء نفسه وتحديد مسار حياته بشكل صحيح”.
ويواصل حديثه: “وبذلك فَــإنَّ هذه المراكز تحمي الطالب والمجتمع من استهداف الأعداء ومن الضياع والانحراف وتجعله يستغل فرصة الإجازة الصيفية بما يعود عليه وعلى أسرته، ومجتمعه بالخير، والصلاح، والاستقامة”، مؤكّـداً أنه ليس بغريب أن نرى الأعداء يستهدفون هذه المراكز الصيفية وانزعَـاجهم الشديد منها؛ لأَنَّهم لا يريدون لشعبنا أي خير؛ ولذلك ينزعجون من كُـلّ ما يساهم في بناء جيله، والارتقاء بمستواهم، في العلم، والمعرفة، والوعي، والتربية الإيمانية، وغير ذلك.