الصبرُ في معركة النفس الطويل.. بقلم/ محمد يحيى الضلعي
تصيغُ لنا الحياة كَثيراً من المراحل التي يستوجب فيها كَثيراً من الصبر والحكمة؛ لكي يتمَّ الوصولُ إلى ما يطمح إليه بأفضل النتائج، يتساءلُ عامة الشعب عن نتائج ونهايات تم التوصل إليها بعد مفاوضات صنعاء ومسقط ويتساءلون أَيْـضاً عن مِلفات إنسانية كصرف المرتبات وفك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، ويتم وضع أكثر من تحليل في الشارع اليمني عن كيفية جبر الضرر ودفع التعويضات ومغادرة القوات الأجنبية الأراضي اليمنية، وتتلخص كَثير من تلك النقاشات عن ثقة الشعب في القيادة الثورية، بل ويجزم عامة أبناء الشعب اليمني أن هناك مماطلة متعمدة من قبل دول العدوان لقتل كُـلّ هذه الحقوق في مهدها، وأن من بادر بقتل عشرات الآلاف من اليمنيين ليس بغريب عليه أن يكون من ناكثي العهود والعقود، والله المستعان.
لكن وفي مقابل كُـلّ هذا التململ المتعمد في عدم الاستجابة لشروط صنعاء المحقة سيكلف دول العدوان ومن ورائهم كَثيراً من الخسائر وسيندمون على كُـلّ تصرف غبي فحين يبرمون الخطط المستقبلية لرؤية ابن سلمان 2030م، هم يعلمون بل ويدركون أن في اليمن المجاور لهم رؤيا واضحة وصريحة وغير قابلة للتزييف والمماطلة بهذا العام 2023م لتكتمل الصورة بوضوح عن مدى جدية دول العدوان في إنهاء الحرب وفك الحصار وجبر الضرر، فرؤيتنا واضحة في بنود مرتبة ومزمنة وعادلة، وللعلم أن تحقيق رؤيتنا بكل إنصاف سيكون عاملاً مهماً لتحقيق رؤيتكم في 2030م وما دون ذلك هراء وعبث وضياع وقت لا أقل ولا أكثر.
فنحن في مرحلة العدة لإنهاء عبثكم وزيفكم لنسترد الحقوق، فالكل يعرف أن التفنن في التهرب من واقع محتوم يقابل بكثيرٍ من العزم، وَأن ما لم تحقّقوه بذريعة مفاوضات السلام كمطلب حق سوف يتحقّق بسواعد الرجال انتزاعاً، وعلى الباغي تدور الدوائر.
كان وما زال لمعركتنا قدر فرض علينا في هذه الحرب الظالمة، ومن خلال التجربة في السجال ألزمنا كُـلّ قوانا بكثيرٍ من الصبر والعزم والحكمة حينها أسمينا معركتنا معركة النفس الطويل، فمن أتقن فنون الحرب طيلة 8 سنوات له خبرة واسعة بل وكافية في كيفية إدارة العبور إلى بر الأمان.
وها هو الشعب اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا مما مضى في معرفة عدوه وسيقف كُـلّ أبناء الشعب إلى جانب القوات المسلحة مفوضاً ومسانداً للجيش ولجانه الشعبيّة، وأن معركتنا هي معركة تحرير وبناء واكتفاء ذاتي؛ لأَنَّ الشعب يعرف حقارة العدوّ وبالمناسبة فهم مجربون -عملاء أمريكا وإسرائيل- كيف يعمدون في خراب الأوطان اجتماعياً واقتصاديًّا وسياسيًّا.
وخلاصةُ ما تم سرده حين تدرك القيادة أن مصلحة الوطن في الاتّجاه الذي تراه ستجد الشعب بكل فئاته في حَيثُ تريد، وستجد كُـلّ الأحرار في حَيثُ تتمنى، وبإذن الله جل وعلا سوف يتحقّق كُـلّ ما تصبو إليه دون مبالغة أَو حماس في صيغة الحديث ولكنه واقع يتحدث به كُـلّ الأحرار في ربوع الوطن، ونحن نعلم وهم يعلمون التأييد الشعبي المكبوح في المناطق المحتلّة وتأييد الكَثير من الناس لحكومة صنعاء والقيادة الثورية في مقارعة العدوان وانتزاع الحقوق، وأن الكرامة التي يرسمها القائد تنعكس إيجاباً لكل أبناء الشعب في ربوع اليمن.
اليوم أَو غداً أَو بعد ألف عام.. موقفنا هو الموقف نفسه، وصمودنا سيكون أكبر وقوتنا ستكون أعظم، فلا عامل الوقت يغيرنا ولا ظروف الزمان تبدل أولوياتنا، نحن هنا لمهمة عظيمة، حملنا المسؤولية ونحن قدر هذا الانتصار، فلتكن يا شعبنا اليمني في أتم الاستعداد لإعلان الانتصار الأعظم كتتويجٍ لتلك الدماء الطاهرة التي سقطت ثمنًا لكرامة وعزة وانتصار هذا الشعب، على العهد باقون وسنحارب وسنبقى ألف عام إن ظلوا كذلك.