قضيةُ الأُمَّــة ومرحلةُ الاختبار الأخيرة.. بقلم/ فاطمة محمد المهدي
الكيان الصهيوني المحتلّ المسمى (إسرائيل) إلى زوال.
كلّ المعطيات تقول ذلك، وكلّ المعطيات أَيْـضاً في اعتقادهم تقول: كُـلّ الإسلام إلى زوال.
وهذا ما تراهن عليه وتتمناه الصهيونية ومن يحميها ويرعاها بدءاً من أمريكا وانتهاء بالسعوديّة والإمارات وقطر وغيرها من دول العمالة والصهينة والتطبيع.
الأمّة إذَن تمر بمرحلة حاسمة وخطيرة، مرحلة الاختبار والمواجهة أَو بتسمية أُخرى: مرحلة (نهر طالوت).
أمّة منهكة اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعياً نتيجة عقود من الاستفزاز الصهيوني لمشاعر وقدرات الأُمَّــة، والعدوان على عاصمتها الروحية المقدسة.
تقف الآن أمام النهر، فإما أن تطبّع وتستسلم وتتخلى عن قضيتها الكبرى الجهادية ضد هذا العدوّ التاريخي لله ورسله وللإنسانية مقابل أن تمنحها قوى الطاغوت الصهيونية العالمية التصاريح والصلاحيات للعيش برخاء وازدهار، ووفق قوانينها وأخلاقياتها (اللا أخلاقية) ومبادئها الانحلالية طبعاً، وإما أن تصبر وتتحمل وتعبر النهر بسلام، إلى مرحلة المواجهة مضمونة النصر وتنجح في الاختبار.
هذه هي المرحلة الفاصلة بين الإيمان والنفاق الإيمان والكفر.
وهذا، كما أسلفنا هو ما تخشاه وتترقبه وتراهن عليه في نفس الوقت تلك القوى الطاغوتية الصهيونية التي كما قلنا، تعرف أنها الآن تقوم بأخر مراحل حروبها الاستفزازية للمسلمين والعرب وأحرار العالم، فإما أن تحقّق أهدافها وتنتصر على الإسلام والعروبة دون سلاح، وترغمهم على الاستسلام والتطبيع، وإما أن تتفاجأ بصحوة مفاجئة تهب في وجهها، وَتنهيها.
الحرب الأخيرة في فلسطين، وما قبلها عبر التاريخ، تظهر لنا هشاشة وضعف وجبن وضآلة هذا الكيان التافه في حجمه وحقيقته {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} كما يقول عز وجل عنهم.
وهو لولا الكيانات الكبرى العالمية التي تحميه، ومن بينها كيانات عربية مسلمة كما تزعم لكان في خبر كان، ولكان 310 جنود من حزب الله أَو أنصار الله قادرين على انهائه.
إن مُجَـرّد خطاب أَو تهديد من السيد المجاهد/ حسن نصر الله، أَو السيد القائد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، يجعل كُـلّ الصهاينة يرتجفون خوفاً ورعباً، ويحسبون ألف حساب.
ويفرون من خوفهم ورعبهم إلى الاستقواء على الضعفاء المحاصرين في فلسطين، والذين رغم ذلك وبإمْكَانياتهم المتواضعة وسلاحهم الذاتي الصنع، يرعبون هذا الكيان المتجبر بأسلحته وعتاده، ويرغمونهم على الهروب والاختباء في الملاجئ وهم يبكون.
إن المقاومة الفلسطينية لم تعد ضعيفة أَو عاجزة كما كانت في السابق، بل صارت أقدر وأقوى بفضل الله وَالوعي والثقافة القرآنية والجهادية التي تنشرها وتدعمها دول محور المقاومة مثل إيران وحزب الله واليمن.
وهذا الأمر يثير ذعر الكيان الصهيوني، الذي يلجأ للعنف كعادته أكثر وفي نفس الوقت، يلجأ في الخفاء لممارسة ألعابه السياسية الخبيثة، والاستعانة بدول وأنظمة مطبعة معه سراً أَو جهراً، للقيام بدور الوساطات والحوار وما إلى ذلك، بما يحفظ ماء وجهه من الهزيمة والعار.
ولكن إلى متى سيدوم له ذلك، وجذور المقاومة تتغلغل في أعماق القلوب كُـلّ يوم أكثر، وتمتد في العقول أكثر، وهي على وشك أن تقتلعه من جذوره وهو أصلاً بلا جذور.
وليتمادى في جرائمه وفي تجبره وعتوه وتكبره؛ فكل ذلك من علامات اقتراب زواله ونهايته، وتلك ليست تحليلات أَو توقعات، بل هي سنن إلهية حتمية، ولكن سنن الله لها أسباب تحقّقها.
ونصر الله له أسباب علينا العمل بها.
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}.. {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
وله رجال هم {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
علينا اتباع الأسباب ومن الله النصر.
وتلك هي مسيرتنا وثقافتنا ودورنا جميعاً في سبيل الله ودينه.
وشعارنا: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.