اشتباكاتُ السودان.. عدد القتلى المدنيين يتجاوز إلى 850
المسيرة | وكالات
انهالت الضرباتُ الجوية على ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، الليلة الماضية وصباح اليوم السبت، مع دخول الصراع الذي أَدَّى إلى محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص أسبوعه السادس.
وما زال السودانيون يدفعون فاتورة باهظة جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، المتواصلة منذ 15 إبريل الماضي، حَيثُ أعلنت نقابة طبية ارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين ووصولها منذ بداية الاشتباكات إلى 850 حالة وفاة، و3394 إصابة، من دون احتساب القتلى والمصابين الذين لم يتمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، ولم يشملهم الحصر.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعاً.
وتحدّث شهود عن ضربات جوية في جنوب أم درمان وشمال بحري، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأُخرى من نهر النيل. وقال شهود إنّ بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان، فيما قال شهود في الخرطوم إنّ الوضع هادئ نسبياً رغم سماع طلقات نارية متفرقة.
وقالت سناء حسن (33 عاماً) التي تعيش في حي الصالحية بأم درمان لرويترز عبر الهاتف: “تعرضنا لقصف عنيف بالمدفعية في الصالحية في جنوب أم درمان فجر اليوم. كُـلّ البيت كان يهتز. كان شيئاً مرعباً. كُـلّ أفراد الأسرة كانوا مستلقين تحت السرير، ما يحدث كابوس”.
ولم تكن المحادثات التي جرت برعاية الولايات المتحدة والسعوديّة في جدة مثمرة، وتبادل طرفا الصراع اتّهامات انتهاك العديد من اتّفاقات وقف إطلاق النار.
وتتمركز قوات “الدعم السريع” في أحياء سكنية، ما يعرضها لضربات جوية شبه مُستمرّة من قوات الجيش. وقال نشطاء: إن ما يقرب من 30 شخصاً لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال.
واندلع قتال بري مجدّدًا في الأيّام الماضية في مدينتي نيالا وزالنجي في ولاية دارفور, وأوقعت الاشتباكات 10 ضحايا على الأقل بين المدنيين.
وتبادل طرفا الصراع الاتّهامات في بيانات صادرة، أمس الجمعة, بشأن اندلاع القتال في نيالا، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد التي ساد الهدوء النسبي فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.
وأعفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الجمعة، منافسه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي)، من منصب نائب رئيس المجلس، واستبدله بعضو المجلس وزعيم “الحركة الشعبيّة لتحرير السودان” مالك عقار.
وقدّرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، كما قدّرت حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة -الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام- بنحو 3 مليارات دولار.
كذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه “يعكف على تكثيف عملياته في 6 ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 ملايين شخص معرّضين للخطر، فضلاً عن مساعدة أُولئك الذين يفرّون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان”.