اللعبُ على حافة اللا حرب واللا سلم..بقلم/ الشيخ محمد بن غالب ثوابة*
كانت هناك تطلعاتٌ لشعبنا بتنفيذ المطالب الإنسانية مطلع العام الحالي 2023م، على أَسَاس أن إيقافَ العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وصرف المرتبات وإطلاق جميع الأسراء وفتح جميع الطرق والمنافذ تمثل الحدَّ الأدنى من المطالب الحياتية والإنسانية، حَيثُ تمثل هذه الحُزمةُ من العوامل الرئيسة لتهيئة المناخات الإنسانية والوطنية للانتقال بعدها للمسار السياسي، وَفي ضوء الوعود التي قطعتها السعوديّة؛ باعتبارها تقودُ تحالُفَ العدوان على بلادنا.
بَيْدَ أنه تبين أن السعوديَّ مُستمرٌّ في المماطلة والتسويف، وأنه مُستمرّ في اللعب على حافة اللا حرب واللا سلم؛ لتضييع المزيد من الوقت؛ خدمةً لمشغِّله الأمريكي؛ ولتجنُّبِ المزيد من الضربات التي تطال منشآته النفطية والاقتصادية.
وبرغم الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق التفاوض الوطني لانتزاع الاستحقاقات الإنسانية من دول العدوان، إلَّا أنه بمضي الفترة لأكثر من سنة، أثبتت دول العدوان مجدّدًا عدم جديتها في تنفيذ أيٍّ من المطالب عدا حصول بعض التراخي لمسار السفن إلى ميناء الحديدة، وأعتقد أن هذا الفراغَ الذي نعيشُه قد مكّن العدوّ من إعادة ترتيب أوراقه ولملمة صفوفه، في مؤشرٍ واضح على الاستمرار في عدوانه على شعبنا، وأنه أبعد ما يكون عن السلام، وأن الجولات المكوكية للممثل الأممي وغيره من الوفود الزائرة للعاصمة صنعاء لم تأتِ بجديدٍ، وأنها مُجَـرّد خداع وتضليل.
يبدو أن تحالف العدوان مرتاحٌ لهذه الوضعية بين اللا حرب واللا سلم؛ لحماية نفسه ومنشآته النفطية ولخدمة المشروع الغربي بزعامة أمريكا الهادف إلى تبريدِ الجبهات للانشغال بمواجهة روسيا على الأرض الأوكرانية؛ ولحماية المصالح الغربية في المنطقة، وعلى رأسها الطاقة.
وفي ضوء المظلومية الواقعة على شعبنا، أرى أنه يجبُ وضعُ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهود الإقليمية أمام الأمر الواقع، وأن تتحول التهديداتُ إلى أفعالٍ؛ ليشعُرَ الجميعُ بهذه المظلومية، ويرفعَ العدوانُ يدَه عن بلدنا، غير هذا لا أعتقد أننا سنصلُ إلى شيءٍ، وإنما سننتظرُ السرابَ في ظل استمرار معاناة غير مسبوقة لشعبنا العزيز.
* عضو مجلس الشورى