الانفصالُ بوابةُ تحقيق المشروعَين الإماراتي والسعوديّ في الجنوب.. بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
يعتقدُ الإخوةُ في ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أن الإماراتِ -بدعمها اللامحدود لهم- تفعل ذلك؛ مِن أجل سواد عيونهم أَو عيون ما يُسمى بدولة الجنوب المزعومة!
الأغبياءُ لا يعلمون أنهم بالنسبة لها مُجَـرّدُ أدَاة فقط، لا أقل ولا أكثر، تستخدمهم ليس لفصل الجنوب عن الشمال فحسب، وإنما للعمل من خلالهم بعد ذلك ضد مصلحة الجنوب نفسه.
الإماراتيون ببساطة يدركون جيِّدًا ما تمثله الموانئ والجزر اليمنية، وخَاصَّة عدن، من خطورة كامنة على مستقبل دبي..
لذلك هم يعتقدون أن أبسط الطرق لضمان استمرار تعطيل هذه الموانئ وهذه الجزر على طول الخط هي فصل الجنوب وتسليمه لحكومة عميلة وموالية لهم..
يعني باختصار لا يحلم الأخوة في ما يسمى بالمجلس الانتقالي أنهم لو انفصلوا سيتمكّنون من بناء دولة في الجنوب قوية ومستقلة وقادرة على النهوض بشعبنا اليمني هناك لسبب بسيط جِـدًّا هو أن الإمارات نفسها لن تسمح لهم بذلك..!
السعوديّة كذلك لا تدعمهم لسواد عيونهم.
السعوديّون ينظرون إليهم كأدَاة أَيْـضاً تعمل من خلالهم؛ مِن أجل تحقيق مشروعها هناك.
السعوديّة ببساطة تريد ضم حضرموت إلى أراضيها، ولكن كيف يكون لها ذلك؟
المسألة بسيطة جِـدًّا ولن يكلفها كَثيراً..
يعني ما قامت به الإمارات في الجنوب من تجميع لأصوات وأشلاء قوى جنوبية متناثرة في مجلس انتقالي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال ومعززاً بقواتٍ صرفت الإمارات على إعدادها وتجهيزها بسخاء، ستقوم به السعوديّة أَيْـضاً في حضرموت للوصول إلى ذات الغاية والهدف لينتهي الأمر بانفصال حضرموت عن الجنوب المنفصل بدعوى أَو بأُخرى وتحت ضغط شديد من المتآمرتين السعوديّة والإمارات معاً.
وبعملية استفتاء صورية بسيطة تعقب ذلك هنالك وتشرف عليها السعوديّة وأزلامها طبعاً تصبح حضرموت وبقدرة قادر جزءاً لا يتجزأ من الأراضي السعوديّة!
هذا ببساطة شديدة هو خلاصة المخطّط التآمري الإماراتي والسعوديّ المشبوه في اليمن عُمُـومًا وفي الجنوب على وجه الخصوص والذي لم يعد يفصل بينهم وبين إتمامه وإنجازه، على الأقل من الناحية النظرية، سوى خطوة واحدة فقط هي:
إعلان الانفصال.. !
فهل تمضيان السعوديّة والإمارات في إنفاذ هذا المخطّط التآمري الخبيث أم أنه سيصطدم ويتحطم أمام صخرة القوى الوطنية والوحدوية اليمنية الصلبة في الجنوب والشمال والمقاومة لأي شكل من أشكال التواجد الأجنبي في سائر الأراضي اليمنية والرافضة في الوقت نفسه لأي مساس بأمن وسلامة واستقلال وسيادة ووحدة الأراضي اليمنية؟
من يدري؟