سيدُ المقاومة للعدو الصهيوني: أيُّ خطأ قد يُشعِلُ حربًا كبرى تؤدِّي بكيانكم إلى الزوال
المسيرة | متابعات
أكّـد الأمينُ العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، أنّ “من يفترض أنَّ المعركة مع الاحتلال الصهيوني قد انتهت فهو مشتبه؛ لأَنَّ العدوّ يوميًّا يحاول الاعتداء على أرضنا”.
وفي كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 مايو، قال السيد نصر الله: إنّ “هذا الانتصارَ لم يأتِ بالمجان إنما جاء حصيلة سنوات طويلة من الصّبر والتّحمل والتّهجير، والأثمان التي قدمت في هذا السبيل كانت كبيرة وعظيمة، ومن الضروري إحياء مناسبة 25 أيار؛ لأَنَّها تجربة عظيمة يجب تعريف أجيالنا عليها، فهناك من يسعى إلى التفريط بالانتصار الذي تحقّق، وعلينا منع ذلك”.
وأكّـد بالقول: “ما يحصلُ داخل الكيان له تأثيرٌ مباشرٌ على أمن وسلامة لبنان؛ فصراعنا يمتدّ بين 17 أيار/ مايو الذي يعني الخيارات الخاطئة و15 أيار؛ أي يوم النكبة إلى 25 أيار تاريخ الخيارات الصحيحة”، مضيفًا: “اليوم لا “إسرائيل كبرى” من النيل إلى الفرات ولا “إسرائيل عظمى” هذه انتهت بـ 2006 مع لبنان وَ2008 مع غزة، “إسرائيل” باتت اليوم تختبئ خلف الجدران والنيران، وباتت تعجز عن فرض شروطها في أي مفاوضات مع الشعب الفلسطيني”، مؤكّـداً أنّه “ليس من مصلحة “إسرائيل” عالم متعدّد الأقطاب، بل من مصلحتها عالم أحادي تتزعمه أمريكا”.
لافتاً إلى أنّ “رهانات ما يسمى “الربيع العربي” سقطت للوصول إلى تسويات مذلة مع “إسرائيل”، وَأَيْـضاً سقطت معها صفقة القرن. بالمقابل لم تعد هناك هيمنة أمريكية على العالم، وباتت الأمور تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب؛ وهو ما يقلق “إسرائيل””.
السيد نصر الله بيّن أنّ “من جملة أهداف الحرب الكونية على سورية، كان إخراجها من محور المقاومة، لكنها صمدت بموقعها المقاوم وانتصرت”، مؤكّـداً أنّ مواقف الرئيس الإيراني خلال زيارته لسورية، بعد 12 سنة من الحرب الكونية عليها تؤكّـد تماسك محور المقاومة”.
وتابع “الانقسام الداخلي الذي تشهده “إسرائيل” اليوم يقابله تماسك وثبات في محور المقاومة، وعمدة المقاومة هي أولاً الإنسان المؤمن بقضيته وحقه، والذي يمتلك الجرأة والشجاعة”، كما أوضح السيد نصر الله أنّ القدرة البشرية الممتازة في محور المقاومة يقابلها تراجع القوة البشرية الإسرائيلية وهروب الإسرائيليين من القتال”.
وردًّا على تهديدات نتنياهو، قال السيد نصر الله: “لستم أنتم من تهدّدون بالحرب الكبرى، وإنما نحن الذين نهدّدكم بها، وأية حربٍ كبرى ستشمل كُـلّ الحدود، وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين، ولدينا تفوق هائل في البعد البشري”. مُضيفاً “فجبهة العدوّ الداخلية ضعيفة وواهنة، تعاني من قلق وجودي، مقابل جبهة المقاومة الممتلئة بالثقة وروح الأمل أكثر من أي وقت مضى بتحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى”.
وكشف السيد نصر الله عن جملة من التطورات، من بينها “فشل العدوّ الإسرائيلي وإلى جانبه الأمريكي في إيجاد تحول في ثقافة شعوب هذه المنطقة خَاصَّة في موضوع التطبيع مع العدو”، وتابع: “من مجمل التحولات أَيْـضاً فقدان القيادات المؤثرة في كيان العدوّ في مقابل الثقة العارمة بمحور المقاومة وقادته، ومن التحولات أَيْـضاً “تطور القدرات المادية والعسكرية في قوى المقاومة كمًّا ونوعًا، وهي في تطور دائم، ومثال على ذلك ما نمتلكه في لبنان، وكيان الاحتلال أدرك أن الأنظمة العربية عاجزة عن فرض التطبيع على شعوبها”، وَأَضَـافَ السيد نصرالله: “الجبهة الداخلية الإسرائيلية ضعيفة وواهنة. والإسرائيليون مستعدون للهروب، ويسعون إليه؛ وهذا من التحولات المهمة”.
السيد نصر الله أكّـد أنّ “الأمريكي والإسرائيلي يقارب معاركه بطريقة خاطئة عندما يصنف حركة أَو حزب في محور المقاومة بأنه تابع أَو مرتزِقة، وأهم نقطة قوة هي أن قوى المقاومة في فلسطين “أصلاء”؛ لأَنَّ الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والأرض والقضية، ورغم أن إيران تدعم الفلسطينيين لكنهم هم أصحاب القرار والحق، والذين يقاومون وأصحاب الأرض الأصليون”.
ويرى السيد نصر الله، أنّ “التحول الآخر الذي يعيشه الكيان الصهيوني الآن هو في مسألة الردع، فمعركة غزة جاءت لترميم مسألة الردع، لكن ما حصل هو أنّ “إسرائيل” فشلت في هذه المهمة، بل على العكس أصبحت أكثر خوفًا، وتنامي قوة الردع لدى المقاومة في مقابل تآكل قوة الردع الإسرائيلية هو ما أظهرته عملية “ثأر الأحرار” في غزة”.
مؤكّـداً أنّ “الإسرائيليين فشلوا في تعزيز قوة الردع لديهم، وأدركوا أنهم سيدفعون ثمن كُـلّ اعتداء، والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة تأتي بعد فشل الاحتلال في مواجهة عملية “ثأر الأحرار”، كما أنّ الإسرائيليين تراجعوا عن تهديداتهم الأخيرة؛ بسَببِ الهلع في المستوطنات وبعد مناورة حزب الله الأخيرة، كما تراجعوا كذلك عن تهديداتهم؛ بسَببِ تراجع السياحة وانهيار عملة الشيكل لديهم مقابل الدولار”.
وقال السيد نصر الله: “على العدوّ أن يخاف، وأن ينتبه، وألّا يخطئ في التقدير، وألَّا يرتكب أي خطأ في أي بلد قد يؤدي إلى الحرب الكبرى، فالحرب الكبرى في المنطقة ستؤدي بكيان الاحتلال إلى الهاوية وإلى الزوال”.
وختم السيد نصرالله بالتهنئة بالعيد، مجدّدًا التأكيد على أنّ “إسرائيل” سقطت وإلى مزيد من السقوط.