تهرُّبُ النظام السعوديّ عن السلام.. بقلم/ فضل فارس
بات من الواضح في الآونة الأخيرة تهرُّبُ النظام السعوديّ من الشروط المعلنة والمتفق عليها؛ لإحلال السلام في اليمن.
وهذا يكمن في عدم تفاعله الجاد والبدء بتنفيذ ما تم إعلانه والإشارة إليه في جولات المفاوضات من بنود أَسَاسية واضحة تضمن حقنَ الدماء وإحلال السلام من قبل حكومة صنعاء.
أبرزُ تلك البنود الركيزةُ الأَسَاسيةُ والشرط الأول في ضمان عقد أي اتّفاق: إعادة الإعمار ومعالجة الأضرار التي خلّفها العدوان، وهذا حَقٌّ واستحقاق وليس مِنَّةً أَو منحةً يهديها لليمن بنو سعود.
مَن دمّـر وخرَّب فقد حَقَّ عليه -لزامًا ودون جدال- التعويضُ وإعادة الاعمار، وهذا هو معنى الاستحقاق الذي ولفترة ليست بالقليل منذ بدء المفاوضات والنظام السعوديّ يتهرب ويماطل عن دفعه، أَو بالحد الأدنى المضي نحو خطوات جادة قد تلبي لليمني هذه الاستحقاق.
وعلى العموم في ذلك لا غرابة مما هو عليه النظام السعوديّ في جوره وفجوره؛ فمن هو منقاد للأمريكي ولأعداء الإسلام، فلا تعويل عليه أن يثبت استقلاليتَه في اتِّخاذ قراره بنفسه ولا أملَ فيه أن ينحاز ولو “باعاً” إلى الإنصاف وإعطاء الحق الذي عليه.
هي دلائل جمَّةٌ تثبت هذا المصداق، وما خفي عن الأنظار كان الأكثر، والقمة المنعقدة في جدة مؤخراً لم يُذكر فيها ولو قليلَ الكلام من قبل النظام السعوديّ عن الوضع في اليمن وطرق السلام، كاشفًا للكل مدى استهتاره وعدم جديته في إنهاء العدوان وإحلال السلام.