الشهيدُ القائد.. ملامحُ موجة التغيير والثورة.. بقلم/ حسام باشا
في تاريخها الطويل، مرَّت الأُمَّــة العربية والإسلامية بالعديد من المحن والأزمات، لكن في فترات مختلفة، ظهرت شخصياتٌ إسلاميةٌ قادت مجتمعاتِنا وسط الظلام، ومنحت الأملَ والإصرارَ؛ لكسر القيود وتحقيق الآمال.
الشهيدُ القائدُ حسين بن بدرالدين الحوثي، حفيد قائدنا الأعظم -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، أهمُّ شخصيةٍ في التاريخ الحديث لأمتنا الإسلامية، حَيثُ كتب مشروعَه القرآنيَّ العظيم وإرثَه الإسلامي المحمدي الأصيل بدمائه الطاهرة؛ ليضيءَ بذلك طريقَ الأُمَّــةِ في فترة يسودُها الألمُ والمعاناة والظلم والاستعباد على يد المستكبرين والطغاة الذين عملوا إلى تدجين الأُمَّــة وحرف مسارها، والتحكم بقراراتها ومصيرها، وجعلوها أُمَّـةً ضعيفةً ومنكسرةً تحت وطأة جولاتهم وغزواتهم؛ حتى وصل بها الحالُ إلى الانحدار والتراجع في جميع الميادين.
تحَرّك الشهيدُ القائدُ -رضوان الله عليه- برؤية واضحة وهدفٍ لا تراجع عنه لإعادة الأُمَّــة الإسلامية إلى مكانها الحقيقي، وفي سبيل تحقيق نهضتها واستقامتها عملَ -رغم الظروف الصعبة- على إنقاذها من الانحدار، مُطلِقاً في سبيل رفعتها مشروعَه القرآني الذي نسج على خيطٍ من التضحية والجهد والعمل، معتبرًا ذلك المشروعَ مسؤوليتَه الكُبرى تجاه أمته؛ ليصبحَ -رضوان الله عليه- بذلك مثالًا يُحتذى به، ومصباحاً أنارَ للسالكين طريق الإيمان والجهاد في سبيل الله.
إن المشروع القرآني -الذي حمله الشهيد القائد على عاتقه كمشروع تربوي- يهدف إلى تحقيق الانتماء القرآني لكل فرد في الأُمَّــة؛ ما يسهم في تغيير واقع الأُمَّــة ويبني أجيالًا تسيرُ على نهج الرسالة والمبادئ الإسلامية الأصيلَة.
وبرغم تحديات كثيرة قابلت المشروع القرآني منذ نشأته، إلا أن الشهيد القائد لم يتردّد في تحديدِ أهميّة الكلمة القرآنية؛ لتكون منهجًا تربويًّا وأَسَاسيًّا لتعليم الأُمَّــة كيفية التعامل مع ما يشكِّله اليهود تجاهها من تهديد وأخطار، حَيثُ نجح -رضوان الله عليه- في إرساء الثقافة القرآنية كمنهج للحياة يدعو الأُمَّــة لتحمُّلِ مسؤولياتها في مواجهة تلك الأخطار على الأسس التي يقوم عليها القرآن الكريم، مقدِّماً قراءةً شاملةً لواقع أمتنا، من خلال توجيهات القرآن الكريم واستنباط الدروس والعبر التي يحتوي عليها، موجدًا حلولًا عملية للمشاكل المختلفة التي تواجه الأُمَّــة وفقَ منهجية قرآنية.
وكقائد ومعلِّمٍ، أَدَّى الشهيد القائد دورَه في تحويل واقع الأُمَّــة وتعزيز عظمتها؛ مما شجّع روحَ الوعي والتحول الثوري، وأحدث موجةَ التغيير والثورة في واقع الأُمَّــة؛ ليصبح بذلك منهاجاً حيوياً للعمل الثوري، ورمزًا للنضال ضد هيمنة القوى العظمى.
أخيراً، سيظل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي محفورًا في ذاكرة الأُمَّــة، وحافزًا للأجيال القادمة لتحمُّل مسؤولياتها المستقبلية ومواصلةِ سيرته الإيمانية والجهادية.