الوحدةُ اليمنية إرادَةُ الأحرار.. بقلم/ جبران سهيل
الوحدة اليمنية ليست وليدة لحظة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، بل نتاج سنوات من الشتات والفرقة وصل خلالها الشعب اليمني شمالاً وجنوباً لقناعةٍ راسخة في إعادة لحمة البلد ولا خيار آخر لهم؛ مِن أجل يمن قوي ومستقر لا يستطيع أعداءه كسره أَو إخضاعه.
لا شك أن أعداء اليمن هم في كُـلّ مرحلة كانت ولا زالت وحدة اليمن شوكة في نحورهم وبشتى الطرق، وفي كُـلّ مرحلة يسعون إلى إفشال هذا المشروع العظيم أَو حرفه عن أهدافه وَعدم تحقيق تطلعات الشعب التي؛ مِن أجلِها أعلنوا وحدتهم.
حَـاليًّا لم يظهروا ذلك علناً بعد أن استطاعوا صناعة أدوات بديلة في البلد تنفذ مخطّطاتهم على رأس هؤلاء النظام الإماراتي، ومن خلفه الصهيوني الذي يسعى بكل قوة لإضعاف الأُمَّــة الإسلامية والعربية من خلال تمزيق بلدانها، بعد أن استطاع أن يقطع جسدها إلى أوصال لكل بلد حدوده، ولكل نظام سياسته وتوجّـهاته رغم أن دينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافاتهم واحدة.
الوحدة اليمنية مهمة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى وقناعة ثابتة وفطرة سليمة في قلب كُـلّ أحرار اليمن شمالاً وجنوباً، ولا يعاديها إلا من تعود على العمالة والخنوع تحت أقدام المحتلّ ولم يذق يوماً طعم الحرية والكرامة والاستقلال.
وهي نواة حقيقية للوحدة الشاملة للعرب والمسلمين، في مواجهة التحديات التي تواجههم وَأعداءهم الذين استباحوا كُـلّ شيء فيها ودمّـروا كُـلّ جميل بها وسحقوا آخر ذرة متبقية من كرامة شعوبها.
الأعداء الحقيقيون لليمن يتمثلون حَـاليًّا في دول تحالف العدوان وكلّ من ساندهم ووقف بصفهم أدركوا جيِّدًا أن اليمن طالما بقي موحداً فلن تتحقّق أيٌّ من أهدافهم وَمخطّطاتهم للنيل من سيادة الوطن ونهب ثروته واستغلال موقعه الجغرافي لصالحهم.
خَاصَّةً بعد عجزهم في كسر الجبهة الداخلية التي وقفت في مواجهتهم خلال ثماني سنوات مضت من عدوانهم وحصارهم لليمن، بل إن جبهة اليمن في صنعاء الصمود والتضحية والبسالة والعنفوان ألحقت بالمعتدين خسائر فادحة ومذلة رغم فارق الإمْكَانيات ورغم أنها تواجه تحالفاً عالمياً تقوده أمريكا وبريطانيا وَفرنسا والصهاينة ويموله أعراب النفاق والعمالة.
لذا الوحدة اليمنية هي إرادَة الأحرار وليست مشكلتنا أن لا يفهم أهميتها سواهم؛ فبقاء اليمن موحداً يشكل خطراً حقيقيًّا حَـاليًّا ومستقبلاً على أعداء الأُمَّــة أجمع والطامعين في خيرات اليمن، وَسيكون مصدر قلق مُستمرّ للكيان الصهيوني المحتلّ لفلسطين والقدس الشريف الذي لم ولن يتوقف عند هذا، بل يسعى للسيطرة على كُـلّ مكامن القوة في كُـلّ بلد عربي وإسلامي والسعي لبسط نفوذه على كُـلّ شيء هنا؛ كي يضمن بقاءه وعدم تعرضه للزوال الحتمي.