لا خوفَ على الوحدة اليمنية في زمن الصرخة..بقلم/ منير الشامي

 

كلنا نعلم أن الوحدة اليمنية ما كانت لتتحقّق في عهد النظام السابق عام 1990م لولا تلك الأحداث التي شهدها العالم آنذاك، والتي كان من أهم نتائجها انهيارُ الاتّحاد السوفيتي الذي كان نظام الشطر الجنوبي سابقًا تابعاً له، وكان منتهِجًا للمنظومة الاشتراكية في الحكم، وبانهيار الاشتراكية السوفيتية التي كان يعتمد على دعمها أصبح النظام الحاكم في الشطر الجنوبي آنذاك مجبراً على الاندماج مع نظام الحكم في الشمال في دولة فاندماجه كدولة خير من انهياره؛ وهو ما استغله النظام السابق في شمال الوطن لصالحه؛ ما يعني أن الوحدة بهذا الشكل كانت اتّحاد نظامين واندماجهم في نظام حاكم، أما الشعب اليمني فهو موحَّدٌ، سواءٌ أكان مفروضاً عليه دولتين أَو دولة واحدة وهو ما تشهد به وقائع التاريخ.

اليوم ونحن نحتفي بالعيد الـ33 للوحدة اليمنية والذي تزامن مع الذكرى السنوية للصرخة، وفي وقت تحيك فيها دول تحالف العدوان، وفي مقدمتها النظامان الأمريكي والبريطاني المجرمان ومن خلفهما أذيالهما الحقيرة النظام السعوديّ والنظام الأمريكي أخطر مؤامراتهم ضد الوحدة اليمنية وتسعى هذه القوى بكل قوتها وإمْكَانياتها لإعادة اليمن إلى زمن التشطير؛ بهَدفِ استمرار احتلالهم للمحافظات الجنوبية كهدف استراتيجي سيحقّق لهم بعضاً من الأهداف والمطامع، التي عجزوا عن بلوغها لا بعدوانهم الإجرامي المنكسر والمهزوم خلال ثماني سنوات خلت ولا بواسطة المفاوضات العقيمة وأساليبهم الشيطانية القذرة المبنية على المكر والمراوغة ومحاولتهم إبقاء الشعب اليمني يعيش أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ وحرمانه من استحقاقاته الإنسانية وحقوقه المشروعة وثرواته الوطنية، متعمدين ذلك للضغط على قيادتنا وإكراهها على التنازل عن بعض حقوق الشعب إن استطاعوا وذاك لعمري هو المستحيل بعينه الذي لن يبلغوه أبداً، فما عجزوا عن تحقيقه بقوتهم العسكرية وبالحصار معاً لن ينالوه باستمرار حصارهم ولو ظل لعقود طويلة.

ذلك أن اليمن اليوم في زمن الصرخة ضد المستكبرين غير يمن ما قبلها، ومن الطبيعي أن من لم تهزه أعتى وأقوى ترسانة أسلحة فتاكة أعدت على الأرض فيستحيل أن يخضع لمراوغة ومكر من انهزم أمام بسالة وشجاعة رجاله الأبطال، وهذا الأمر هو ما أكّـده قائد الثورة السيد العلم عبدالملك الحوثي-يحفظه الله ويرعاه -في خطابه بالذكرى السنوية للصرخة، والذي وجه من خلاله أقوى رسائل يفهمُها حتى الأغبياءُ، وضّح فيها أن الموقف الثابت للشعب اليمني لن يتغير أَو يتبدل أبداً، لا اليوم ولا حتى بعد قرون، وأن طريق السلام معلوم وبين وهو أسهل الطرق لمن أراد السير فيه، ولا يحتاج إلا إلى الإرادَة الصادقة والرغبة الحقيقية في السلام، وأن السير فيه غير مكلف البتة غير أن سير أي طرف في طريق غيره سيكون مكلفاً جِـدًّا وأعظم ألف مرة مما يتصور، وأكّـدَ أَيْـضاً أن من يدفع النظام السعوديّ نحو هذا الاتّجاه لن يسلم من عواقب مكره وسينال نصيبه وافياً غير منقوص كما أنه -يحفظه الله ويرعاه – وسع من مجال حماية نهب ثروات اليمن ليشمل مختلف الثروات وعلى الطامعين فيها أن يتوقفوا عن نهبها مخيَّرِين قبل أن يتم توقيفُهم مجبَرِين؛ ما يشير إلى أن قائد الثورة قد ضيَّقَ الخِناقَ على هذه القوى المستكبرة، وأنه أعلن في هذا الخطاب بدءَ العد التنازلي نحو العودة إلى التصعيد إن لم تجنح قوى الاستكبار للسلام العادل، وأن زمن المراوغة قد أوشك على الأفول وبذلك فعلى قوى العدوان أن تدرك أن من لم يتنازل لهم عن فتات من ثروات الجنوب يستحيل أن يفرط في وحدة اليمن بل ولا حتى في شبر من ترابه.

وما كان ممكنًا لهم تحقيقُه في اليمن قبل زمن الصرخة أصبح اليوم غيرَ ممكن التحقيق في زمن الصرخة، ومن كذَّب جرَّب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com