الصرخةُ يؤمنُ بها المرتزِقةُ لكن لا يردّدونها..بقلم/ محمد حسن زيد
تسمعُ المرتزِقةَ وهم يتهمون السعوديّة والإمارات بالتواطؤ مع الحوثي، وأنهما مَن أدخل الحوثي إلى صنعاء!
ولو كانوا يُصدّقون هذه الكذبة لظهر عِداؤهم للسعوديّة والإمارات أشدَّ من عدائهم للحوثي، لكن المرتزِقة لا يتجرَّؤون على معادَاةِ السعوديّة والإمارات رسميًّا أَو إعلان الحرب عليهما، لا سيما أن هؤلاء المرتزِقة يخشَون قطعَ مخصَّصات الارتزاق، ويخشون وقفَ الدعم اللوجستي الذي يمنحه التحالف لهم؛ فلولاه لانتهى وجودهم السياسي والعسكري.
كذلك تسمع هؤلاء المرتزِقة وهم يتهمون أمريكا و”إسرائيل” بأنهما من يُحرّك إيران!
ولو كانوا يُصدّقون هذه الكذبة لظهر عداؤهم لأمريكا وإسرائيل أشد من عدائهم لإيران، لكنهم لا يتجرؤون على إعلان العداوة لأمريكا و”إسرائيل”، بل ويستفزهم شعار الصرخة ويعتبرونه حَظًّا على الكراهية، لكن نعاج السلام هذه لو دققنا النظر سنجد أنه لا يجمعها شيء سوى التحريض على إيران.
أفلا يُوَجِّهُوْن ضرباتِهم للرأس (أمريكا وإسرائيل)؛ ليموت الذيل (إيران والحوثي) إن كانوا صادقين؟!
بل على العكس، هم لا يُعادُون إلا من يُعادِي أمريكا و”إسرائيل”، ولو انقلبت السعوديّة حَقًّا على أمريكا و”إسرائيل” فقطعًا هم سيُعلِنون العِداءَ لها، وسيصبحون جنودًا مجنَّدةً ضدها، لكنهم اليوم جنودٌ مجنَّدةٌ معها، رغم أن بعضَهم يلعنُ بعضًا، ويتبرَّأُ منه في الدنيا قبل الآخرة.
واللهُ المستعانُ، هو نعم المولى ونعم النصير.