تمسُّكُ القيادة الوطنية بمطالب الشعب اليمني يُسقِطُ رهاناتِ وآمالَ الأعداء
– واشنطن والرياض تحاولان خلطَ الأوراق إعلامياً لتبرير التنصل عن مسؤوليات الحل
المسيرة | خاص
مع تصاعُدِ تحذيراتِ وإنذاراتِ القيادة الثورية والسياسية الوطنية، بشأن عواقب المماطلة في تنفيذ مطالب الشعب اليمني، فقدت دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي كُـلّ الآمال التي كانت تعلقها على المراوغة والمساومة وإطالة أمد حالة اللا حرب واللا سلام، وعادت مرة أُخرى إلى مواجهة المسؤوليات التي حاولت التهرب منها على مدى أكثر من عام؛ الأمر الذي دفعها إلى محاولة خلط الأوراق وتشويش المشهد من خلال شن حملة إعلامية ضد الرئيس مهدي المشاط؛ وهو ما قوبل بحملة أوسع أكّـدت على وقوف الشعب اليمني إلى جانب القيادة الوطنية في كُـلّ قراراتها.
الحملة التي رأى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراءها بشكل مباشر، حاولت استهداف الرئيس المشاط، بتضليلات وأكاذيب ودعايات مكشوفة تم دفع المرتزِقة لنشرها على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب المراقبين فَـإنَّ هذه الحملة ترجمت وصول الرسائل الأخيرة التي وجّهها الرئيس المشاط، من محافظة حجّـة لدول العدوان ورعاتها، والتي حذر فيها الرئيس من أن المماطلة ستؤدي إلى نفاد الصبر، وحمل فيها السعوديّة مسؤولية الاستجابة للابتزاز الأمريكي.
وكان الرئيس المشاط، قد حمّل الممثل الأممي، هانس غروندبرغ، مؤخّراً رسائلَ مهمةً لرعاة العدوان، أكّـد فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعرقلان السلام، وترفضان معالجة الملف الإنساني الذي يعتبر المفتاح للتقدم نحو سلام فعلي.
وتصاعدت مؤخّراً مؤشرات إصرار النظام السعوديّ على المماطلة والمراوغة، من خلال تمسكه بتقديم نفسه “كوسيط بين اليمنيين” واتّهام صنعاء بعرقلة السلام، وذلك في الوقت الذي أكّـدت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا رفضهما لتنفيذ مطالب الشعب اليمني وخُصُوصاً ما يتعلق بصرف مرتبات الموظفين.
ويؤكّـد مراقبون أن تحذيرات الرئيس المشاط الأخيرة، إلى جانب تحذيرات وإنذارات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن رفض المماطلة والعواقب المزلزلة، التي ستترتب على استمرار الوضع الراهن، جعلت دول العدوان ورعاتها يفقدون الآمال التي كانوا يعلقونها على كسب المزيد من الوقت وإطالة أمد حالة اللا حرب واللا سلام؛ لأَنَّ التحذيرات الأخيرة ركزت بشكل ملحوظ على خطورة “نفاد الصبر” وعلى ضرورة مواصلة التصدي للعدوان، وهو الأمر الذي يغلق المجال تماماً أمام أية محاولات أُخرى للمراوغة.
وبحسب المراقبين فَـإنَّ الحزم الذي تميزت به التحذيرات الأخيرة للقيادة الثورية والسياسية هو ما دفع بالولايات المتحدة والسعوديّة إلى إطلاق الحملة الإعلامية ضد الرئيس المشاط، في محاولة لخلق ضغط إعلامي يؤثر على موقف صنعاء.
لكن الحملة المسعورة التي حاولت استهداف الرئيس قوبلت بحملة أوسع انخرط فيها عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أكّـدوا خلالها مساندة القيادة السياسية ممثلة بالرئيس المشاط، في الموقف التفاوضي وفي كُـلّ القرارات والمواقف في مواجهة مؤامرات ومراوغات تحالف العدوان ورعاته.
وأكّـد النشطاء أن الموقف الذي تتبناه القيادة السياسية الوطنية يستند على الإرادَة الشعبيّة التي ترفض المساومة على استحقاقات الشعب اليمني أَو التفريط بوحدته واستقلاله.
وفي سياق متصل، اعتبر مراقبون أن دفع الولايات المتحدة الأمريكية والسعوديّة بالمرتزِقة لإطلاق حملة ضد الرئيس المشاط يمثل دليلاً إضافياً على عدم وجود نوايا للتوجّـه نحو السلام الحقيقي، مشيرين إلى أن هذه الحملة تحاول خلط الأوراق وافتعال مبرّرات للتنصل عن التزامات السلام التي تتمسك بها صنعاء والقيادة الثورية والسياسية الوطنية.
وذكّر نشطاء بأن هذه الحملة كانت قد سُبقت بحملات أخرى، حاول الإعلام السعوديّ شنها ضد شخصيات أُخرى في قيادة الدولة زعم أنها تعرقل عملية السلام، في مسعى لتبرير المماطلة ورفض تنفيذ مطالب الشعب اليمني.
وكانت صنعاء قد أعلنت في وقت سابق على لسان أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، أنها تحضّر لمفاجآت رادعة لوضع حَــدّ للمراوغات السعوديّة الأمريكية، لافتة إلى أنها تعد البدائل المناسبة لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب اليمني في حال أصرت السعوديّة على “التقدم خطوة والتراجع خطوتين” في المفاوضات.
ويشير هذا الإعلان بوضوح إلى إدراك صنعاء لطبيعة مواقف وتحَرّكات الأعداء ورهاناتهم التي يحاولون إخفاءها وراء الدعايات الإعلامية والحملات التشويهية؛ وهو ما يعزز التأكيدات المتكرّرة على الجهوزية الكاملة للتعامل مع كافة الاحتمالات سواء على الطاولة أَو في الميدان.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد في خطابه الأخير أن استمرار معاناة الشعب اليمني لن يمر دون حساب، وأن مواصلة استهداف الشعب اليمني والتآمر ضده، تعني استمرار التصدي بكل الإمْكَانات المتاحة، في رسالة واضحة بأن صنعاء لن تسمحَ للعدو باستغلال حالة التهدئة للالتفاف على محدّدات السلام وكسب الوقت.