أُولئك لا يعلمون مدى تأثيرها النفسي..بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب
المبـدأ والموقف هما عنـوان الإنسان وجوهرا عقـله الدالان على مسـتوى وعيه؛ لذا نجد الصـرخة -صـرخة الحـق والإباء- هي السـلاح والمبـدأ والموقف، هي المرآة والمقيـاس؛ لمعرفة العِداء والولاء لإسرائيل وأمريكا.
إنّ الصـرخةَ تُعدُّ عاملًا أَسَاسيًا وَتعبويًـا لمواجهة أعداء الله، وتدلُّ دلالةً كاملةً على الثبـات في الموقف والرؤية المناهضة للأعداء وأذيـالهم.
قد يظنُ البـعضُ أنّ الصـرخةَ مُجَـرّد كلمـاتٍ لا فائدة منها ولا نتيجة منها، أُولئك لا يعلمون مدى تأثيرها النفسـي على كُـلّ من سـمعها، فمنهم يسـمعها سماع تأييد وتأكيد لعباراتها، تلك العبارات المسـتقاة من القرآن الكريم، ومنهم من يسـمعها فيعترض متفلسـفًا بقوله: أين أمريكا وإسرائيل مننا؟! ولماذا يُلعَن اليهود؟!
ذلك ذو الوعي الضعيف لا يعلم بأنّ آياتِ الله متضمنةٌ الأمر بموت الأعداء ولعنهم.
فليكن لك موقف أيُّها المسـلم، من أعداء الله، موقف العزة والكرامة، موقف الوعي وَالشـموخ، فبموقفكَ الذي يرضاه الله سيحالفك التوفيق في دنياكَ وآخرتك.
لتكن ذا إدراكٍ ووعي لكلِّ ما يُحاك ضد الإسلام من مؤامرات أمريكيـة ومكائد يهوديـة، فبإدراكك ستُفشَـل الخططُ وستُجْهَض المؤامرات التي تصوبُ باستمرار في جسـد الأُمَّــة العربية والإسلامية، فبإدراككَ سَتُسـتأصل الغدة السـرطانية.
إنَّ كُـلّ عملٍ عظيـم يُرضي الله ويغيـظ الأعداء له سـيرةُ حياةٍ بدايتُها صدٍّ وَرفضٍ إلى أن تصل إلى أوج تأثيرها وعمق اتسـاعها، وهكذا هي بدايات الصرخة التي انطلقت من صعدة بمنطقة مران -مديرية حيدان- أطلقها السـيد حسـين بدر الدين الحوثي -سـلام الله عليه- في حضرة مؤمنين ضعفاء بسطاء، وبالفعل اتسع مشـروع الصـرخة رغم المواجهات الأمريكيـة لها.
وبقوة الإيمان وكمال الوعي انتشـر شـعار الصرخة في شـتى مناطق العالم، لقد انتشـر لا لشـيء سـوى لصدق الموقف وثبـات المبدأ، مبدأ القرآن وثقافته التي لا تضاهيها ثقافة أبدًا.
إن نطقَ شعار الصـرخة لا يجب أن يكون قولًا مفرغًا من تأثير قائلها، بل يجب أن يكون مؤديًا ومؤثرًا عمليًّا للأعداء من خلال مقاطعة بضائعهم التي يصدرونها للدول الإسلامية؛ بغرض تمويل اقتصادهم، وبهدف تفعيل الأزمة الاقتصادية وتجميد الأيدي العاملة للمسـلمين.
يتدخلُ الأعداء في شـتى المجالات في مختلفِ الدول الإسلامية، ويسعون عبر أدواتهم لعمل شـعاراتهم وقوانينهم، ويستقبلون إثر ذلك تقارير لمدى تطبيق قوانينهم الشـيطانية وشـعاراتهم التجارية والتعليمية لا لشيء سـوى إبعاد المسلم عن هُــوِيَّته الإيمانية، وانصياعه لأوامره وتوجيهاته.
أسـئلتنا الاسـتفهامية والتعجبيـة:
لِمَ لا يسعى البعض لمواجهة تلك التدخلات ومحاربة تلك الأفكار التي ينشرها الأعداء عبر وسائله الخفية والظاهرة؟!
لِمَ يتنصل البعض عن مسـؤولياته ويرفض التوجيهات القرآنية، وَيميل قلبه بل ينصهر عقله ووعيه مع أعداء لا يريدون له الخير أبدًا؟!
لِمَ يراعي البعض مشـاعرَ أمريكا وإسرائيل من خلال رفض الصرخة؟!
نقول باختصار: لأُولئك الرافضين للصرخة لتسـتمروا على رفضكم، وسـتعرفون بكل تأكيد بأن رفضكم هذا يعني الذل والهوان لكم ولرؤاكم الخاطئة، وتفكيركم اللا واعي.