شعارُ الحرية..بقلم/ جبران سهيل
قبل أكثر من عقدين كشف شعار الصرخة الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية والصهيونية في الوقت الذي كان فيه الكثير في غفلة.
أمريكا تلك التي كانت تصوِّرُ فيه نفسَها في أعين الآخرين أنها حمامة سلام وَعنصرَ بناء لنهضة الدول والحريصة على مصالح الشعوب والأوطان كذباً وزوراً، حتى جاء السيدُ حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- ليكشفَ حقيقةَ الدور الخبيث للأمريكي والصهيوني، خَاصَّةً في البلدان العربية والإسلامية، ومساعيهم في إخضاع هذه الشعوب، وجعلها تحت قبضتهم للتحكم حتى في التعيينات والسياسات الداخلية والخارجية لكل من هذه البلدان، بل حتى قوت شعوبهم وأكلهم وشربهم وثقافتهم.
شعارُ الصرخة جاء في الوقت الذي كان فيه الجميعُ يتوجَّـهُ بخضوع طوعي لا مثيل له؛ لنيل رضا النظام الأمريكي الذي أعلن حينها بكل وضوح شعارًا آخر مضادًّا لشعار الصرخة؛ وهو {من لم يكن معنا فهو ضدنا}.
شعار البراءة من اليهود والنصارى جاء لإحياء أُمَّـة تغُطُّ في سبات عميق، بينما أعداؤها يتحَرّكون دون كلل أَو ملل؛ للسيطرة على كُـلّ ثرواتها ومقدراتها، وسحق آخر ذرة من كرامتها بسياساتهم أَو بجيوشهم وعملائهم وَأياديهم القذرة من أنظمة عميلة أَو مؤسّسات وكيانات تعلن الطاعة والانصياع لأمريكا؛ بكل رغبة وصدق ولاء.
نعم كشف لنا الشعارُ أَيْـضاً، بعد أكثرَ من عَقدَينِ كم هي أمريكا عدوةٌ للشعوب، وأنها لا تريد للإسلام والمسلمين إلا الشر والقتل والخراب، وكم هي حريصة على بيع سلاحها المحرم بالمليارات ثم تضعُ قدماً على الأُخرى مستمتعةً بدماء الأبرياء الذين قتلهم سلاحُها المحرَّمُ وسياستُها الإجرامية اللعينة، ومن ثَمَّ تسمعُ منها إداناتٍ واهيةً تدعو من خلالها لضبط النفس.
الشعارُ فضَحَ الأمريكيَّ المخادِعَ وَالدجَّالَ الذي يبيع الوهمَ ويُظهِرُ الرحمة، وفي باطنه الحقد والكراهية لأمتنا وشعوبها الحرة.
رأينا ذلك فيما يحدث للإخوة في فلسطين المحتلّة منذ 75 عاماً من الاحتلال والقهر وفي سوريا العروبة والنضال من مؤامرة ودمار وفي لبنان العزة والإباء من محاولات لكسر عنفوان الشعب الثائر وفي العراق روح العروبة والحرية والكرامة من هيمنه وَإذلال لولا تضحيات الأحرار هناك، وفي اليمن قلب العروبة النابض بالشموخ والكبرياء الصامد في وجه تحالف الشر والخداع بقيادة أمريكا وبريطانيا وَفرنسا والصهاينة وأقزامهم بالمنطقة من أعراب الخيانة والنفاق.