مظلومية تنومة بين الماضي والحاضر.. بقلم/ لؤي زيد الموشكي
تنومة ويا فاجعتنا بك يا تنومة، مضى مئة عام منذ مجزرة تنومة، رغم تعمد تغييبها ونسيانها خلال العقود الماضية إلا أنها بقت وستبقى حادثة لن ننساها أبداً، وسنعلم أولادنا ونخبرهم أن لنا ثأراً مع آل سعود منذ القدم وليس فقط من العدوان علينا.
سنتطرق إلى شرحٍ مبسط ومختصر إلى ما حدث في تنومة:
“قبل أكثر من مئة عام وتحديداً في 17 ذي القعدة عام1341هـ تجهَّزَ أجدادنا من مختلف مناطق اليمن كالعادة من كُـلّ عام للذهاب لأداء فريضة الحج، فكانوا بعدد ثلاثة آلاف حاج وحاجة، فانطلقوا متوكلين على الله لتنفيذ فريضته تعالى، وبينما كانوا في طريقهم إلى بيت الله الحرام كانوا قد وصلوا إلى منطقتي تسمى وادي تنومة وسودان في عسير وكان هنالك جبال مطلة على المنطقة (تنومة)، كان قد ترصد الحجاج اليمنيين مجموعات تكفيرية داعشية من جيش عبدالعزيز آل سعود الوهَّـابي في هذه الجبال المطلة على الوادي، وحين وصول الحجاج اليمنيين إلى الوادي؛ انقضَّ عليهم المجموعات التكفيرية لجيش عبد العزيز بشكل وحشي منقطع النظير وهم عزل السلاح؛ فهم يعتبرون الحجاج اليمنيين كفاراً ومباحةً دماؤهم وأعراضهم، بل بلغ بهم الظلم والوحشية أن الشخص منهم إذَا قتل حاجاً واحداً بشّروه بقصر في الجنة، وَإذَا قتل حاجين بشّروه بقصرين بالجنة.
قتلوا الجميع وقطّعوا الرؤوس، وبعد ذلك قاموا بالسرقة والسطو على دوابهم وقوافلهم التي كانت تحمل الغذاء، ونجا عدد قليل جِـدًّا من الحجاج تظاهروا بأنهم ضمن القتلى، وكانوا من نقلوا أحداث ووقائع الجريمة.
كان هناك محاولات لطمس القضية ونسيانها بالتعاون مع مرتزِقة أذلاء، وخُصُوصاً ما لوحظ في العقود الماضية من محاولة تغييب للمظلومية ونسيانها من قبل السلطة السابقة، لدرجة أنه كان في السابق إذَا سألت بعض الأشخاص عما يعرفوه عن مجزرة تنومة، يجب عليك “أول مرة أسمع فيها”!
الموضوع هنا ليس بهين، المظلومية هنا مظلومية بشكل أكبر مما تتصورونه، والجريمة تحمل أبعاداً كبيرة؛ فالضحايا لهذه الجريمة الشنيعة لم يكونوا مسافرين ذاهبين للحصول على مصدر رزق أَو سيسافرون لأجل السياحة وغيره، لا لا لا.
الضحايا كانوا حجاجَ بيت الله الحرام، كانوا ضيوفَ الله تعالى، والقَتَلَةُ ليسوا أمريكيين أَو من الصهاينة، بل كانوا من نفس الدولة التي ترعى حجاجَ بيت الله الحرام!!
جريمةٌ بأبعد المقاييس والتصورات، جريمة وحشية بشعة بحق ضيوف الرحمن.
تخيل أنه يصلك خبر وأنت في بيتك أَو في مقيل أَو في أي مكان أن أبوك وأمك قتلوا ذبحاً وهم في طريقهم إلى الحج!!
يجب علينا جميعاً من مؤسّسات إعلامية وفضائيات وسياسيين وناشطين وخطباء وشعراء وكتاب وأكاديميين ألا نستهين بهذه المظلومية، وأن نجعلها ذكرى لنا نتذكر فيها بشاعة هذه السلالة وعقيدتهم الوهَّـابية، وأن نعلم أولادنا جيلاً بعد جيل، يجب أن ترفق هذه الجريمة بملف جرائم آل سعود، وأن نجعل هذه المظلومية حية فينا.
برأيي يجب عدمُ الاكتفاء بتدريسها في المدارس بالشكل النظري، بل يجب أن نجعلَ أطفالنا يشاهدون ذلك بالفيديو (الأفلام المخرجة لذلك) في المدرسة سنوياً وكذلك في القاعات الجامعية وأماكن التجمعات العامة، وأن يكون هناك اسم مدرسة أَو شارع رسمي وما إلى ذلك باسم شهداء مجزرة تنومة.