الإعلام “الإسرائيلي”: تداعياتُ عملية الشرطي المصري ستُطِيحُ بقيادة المنطقة الجنوبية
المسيرة | وكالات
ذكرت وسائلُ إعلام “إسرائيلية” أنّ مصادرَ في “جيش” الاحتلال تقدِّرُ بأنّه “ستطاحُ رؤوسٌ في قيادة المنطقة الجنوبية” بعد عملية الشرطي المصري، التي قُتل فيها 3 جنود “إسرائيليين”.
وأوضح المراسل في موقع “والاه” “الإسرائيلي”، أمير بوحبوط، أنّ “مصادر في “الجيش الإسرائيلي قدّرت أنّه في أعقاب الهجوم في الحدود المصرية، سيُقال ضباط في قيادة المنطقة الجنوبية”.
وأشَارَ بوحبوط إلى أنّه “كلّما مرّ الوقت في التحقيقات تتكشف تفاصيل مؤلمة”، قائلاً إنّه لا يستغرب إذَا “أُطيحت رؤوس في قيادة المنطقة الجنوبية”.
والسبت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “شرطياً مصرياً قتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل”.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف “جيش” الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة لها، بينما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك مع الشرطي المصري ذاته”.
وفي التفاصيل، كشف الإعلام الإسرائيلي أنّ “المنفّذ نصب على الأقل 3 كمائن، مرةً بعد تسلله (سقط قتيلان)، ومرة ثانيةً عندما وصلت قوات الاحتلال في الصباح (القتيل الثالث)، والمرة الثالثة عند الاشتباك مع الجندي المصري، والذي انتهى بمقتله”.
وفي هذا السياق، تحدّث المدير العام للحركة الأمنية، المقدم في الاحتياط يارون بوسكيلا، عن العيوب الرئيسية في هجوم إطلاق النار على الحدود مع مصر، مُشيراً إلى أنّ الشرطي المصري “دخل من ثغرة في السياج ولم تحذر عناصر المراقبة”.
ولفت بوسكيلا، في هذا الخصوص، إلى أنّ “هناك عدداً من الأمور غير السليمة التي يجب فحصها، أولها يتعلق بالسياج”، مضيفاً: أنّه “جرى بناء سياج حدودي بمليارات الشواكل مع القدرة على الإنذار، لكن في النهاية تسلّل الشرطي المصري من خلاله”.
أمّا الأمر الثاني، فهو “يتعلق بأعمال المراقبة، إذ إنّ هذه المنطقة مغطاة جيِّدًا بالمراصد، فيما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا فشلوا في الكشف عن اقترابه من الجانب المصري وتسلله وقتله للجنود الإسرائيليين”، وفقاً بوسكيلا.
وتابع: أنّ “الشيء الثالث يتعلق بالموقع العسكري الذي تمّت مهاجمته”، متسائلاً: “لماذا وضعوا جنديين على انفراد؟ وإلى أي مدى كانت آلية التواصل صحيحة من حَيثُ الوتيرة وكيف تم إجراؤها؟”.
كذلك، وسّع بوسكيلا نطاق تحليله للعملية وسيناريوهاتها، مُشيراً إلى أنّه “يجب التفكير للحظة في سيناريوهات انتهى فيها الأمر باختطاف جثث الجنود إلى سيناء، إذ كان هناك وقت كافٍ لذلك”، مؤكّـداً أنّه لو حدث ذلك، “فسيكون كُـلّ شيء الآن مختلفاً تماماً”.
ووصف بوسكيلا ما جرى بأنّه “حدث استراتيجي معقد”، قائلاً: إنّ “منطقة الحدود الجنوبية مع مصر يجب أن تتلقى معاملة مختلفة تماماً من المؤسّسة العسكرية”.
أتى ذلك بعدما قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: إنّ “حادثة إطلاق النار على الحدود المصرية – الفلسطينية، هجوم مخطّط له من قبل الشرطي المصري، الذي دخل إسرائيل على ما يبدو عبر ثغرة معروفة في السياج، استخدمها كنقطة ضعف أتاحت له الاقتراب الشديد من موقع الجيش الإسرائيلي وفتح النار من مسافة قريبة جداً”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الجيش يعاني من فشل جسيم وخطير في منع التسلل إلى الداخل، والطريقة التي كان من المفترض أن يتعامل بها مع الهجوم المفاجئ”.
وتابعت: أنه “في هذا الهجوم الخطير، لم يقتصر الأمر على حسم المسألة من قبل الجندي المصري، بل إنّ مفهوم الدفاع بأكمله فشل أَيْـضاً في الاختبار الحقيقي”.
ووفق “معاريف” فَــإنَّ خطة الشرطي المصري التي نجحت بالرغم من بساطتها، بينت انهيار منظومة الدفاع لـ”جيش” الاحتلال الإسرائيلي في القطاع تماماً، وتسببت بنتائج “مؤلمة”.
واختتمت تقريرها في أنّ “هذا الهجوم بالذات يتطلب من الجيش الإسرائيلي فحصاً شاملاً لمفهوم الحماية على طول الحدود مع مصر، وخَاصَّة في المناطق المأهولة بالسكان مثل معبر نيتسانا، على سبيل المثال”.
وكان محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئِل، قال: إنّ “نيران الشرطي المصري، التي قُتل فيها ثلاثة جنود، ستفرض على الجيش الإسرائيلي استبيان ما إذَا حدث تغييرٌ نحو الأسوأ في القطاع؛ ما سيتطلبه من انتشار قوات مختلفة، وتخصيص موارد إضافية وتحسين القدرات الاستخبارية”.
وأضاف، أنّ “الحادثة ستفرض تحقيقاً عسكريًّا معمّقاً، سواء لتحديد مكامن الخلل التي مكّنت المخرب من التسلل، أَو لإعادة فحص عقيدة الدفاع على طول الحدود، التي سادها الهدوء النسبي ووضعها في أسفل سُلّم أولويات الجيش الإسرائيلي، في تخصيص موارد وقوات”.
بدوره، محلل الشؤون العسكرية في “القناة 12” الإسرائيلية، نير دفوري، قال: إنّ “الحادثة القاسية في الجنوب تدل على ضعفٍ في الجهوزية العملياتية على الأرض، وتثير أسئلة حيال الاستعداد المستقبلي في ساحة التهريب من سيناء”.